نرى بقلوبنا، وقد تبصر القلوب أكثر من العين، صوراً ولقطات ومشاهد تكاد توقف نبضاته لشدة قساوتها ووجعها، وانعدام الحيلة بتلوينها بالفرح والأمل، إذ كيف لنا النهوض بمسن من قاع الحزن وخيبة الأمل، وقد مر العيد، ولم يأت من يعايده من أبنائه، وكالعادة الحجج جاهزة ولاحول، ولا أمل لهؤلاء الآباء إلا المسامحة، وتقبل الأعذار برحابة صدر .
كاميرا عين المجتمع، تركز “بالزووم “في ليالي العيد تضج بالفرح وضحكات الأطفال، على مسنين رحل عنهم أبناؤهم طواعية تاركين وراءهم جليساً وونيساً بعيداً عن صلة القربى، يحررهم من التزاماتهم الوالدية بالقيام بها عوضاً عنهم من رعاية واعتناء مقابل راتب شهري،هي بالنسبة لبعض الأبناء تجارة رابحة تنفض عن كاهلهم عبء مرض شيخوخة مزمن، وتوفر لهم الوقت والجهد لاستثماره في العمل ومع عائلتهم الصغيرة.
مهما بلغت حجم الأعذار والحجج لا يمكنها أن تخفف من وطأة إهمال من ذاقوا المر لنهنأ في حياتنا، وغاية مناهم أن يروا أولادهم بأحسن حال، ويكفينا فتح صفحات حياتهم لنقرأ العظات والعبر والتوجيهات المنزهة عن كل غاية وقصد.
مسنون على قارعة النسيان في زحمة انشغالات حياتية لا ترحم، وربما ننسى أنفسنا في دوامة السعي وراء لقمة عيش ولكن أقل الإيمان أن نتذكرهم في المناسبات، وأهمها الأعياد، ولها في قلوبهم كثير من الذكريات، لنمضي معهم وقتاً غنياً بالتفاعل والحب، والقول الكريم، والرحمة، وجزيل الشكر والعرفان لهم، وحتى من رحلوا عن دنيانا تشتهي أرواحهم زيارة قبورهم والدعاء لهم.
يذكر أن صادف اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين في الخامس عشر من الشهر الحالي ..فهل ندرك مغزاه والغاية من هذا اليوم الأممي، ولاسيما أن السنين ستزحف بنا لتضعنا مكانهم.

السابق