الثورة – همسة زغيب:
مجموعة متميزة من القطع المنحوته وإبداع تنطق به المنحوتات التي شكلتها أنامل الفنان والنحات المبدع مناف حسن، تتجلى في عشق الفنان للكتلة والفراغ المحيط بها ومن الواقع وجماله ورونقه لتشكل نوعاً جديداً من الرؤية النحتية لحالات إنسانية مثّلها بمنحوتاته، وعرضها بمعرضه الفني بصالة زوايا في دمشق.
ضمَّ معرضه الفردي الأول بعنوان “عوالم ضيقة” أكثر من 20 عملاً نحتياً، لأشكال وأحجام مختلفة ممتلئة بزخم الحركة، تقوم على حركات راقصة بطريقة مدروسة، وكانت الأعمال بتقنية معدن البرونز، يغلب عليها الطابع التجريدي الذي ارتبط التكوين فيما بين عناصره بين عشق الفنان لفن النحت وقدرته على تطويع الخامات المختلفة لإنتاج عدد من الكتل والمجسمات تحاكي في تراكيبها خياله وإبداعه لحالات إنسانية متنوعة غريبة، عبر عن أفكاره ورؤاه في شخوصه المنحوتة، وأعطاها الحياة وأعاد صياغة هذه العناصر في شكل تبرز فيه هموم الإنسان المعاصر في مجمل منحوتاته، وبرع في إثراء أعماله بتفاصيل متناهية الدقة عبر تصور فني مسبق ودقيق نسبياً، لتبدو كائناته المتخيلة تحمل تعابيرها الكثير من القلق وتطرح تساؤلات مختلفة، كشخوص تهرب من عالمها الضبابي إلى عالم الموسيقا لتعزف لحن الأمل والفرح والسلام على نحو لافت ومتنوع.
أوضح النحات مناف الحسن سبب اختياره لمعدن البرونز لأنه يعتبره مادة صديقة مطواعة يتمكن من الحوار معها بصراحة مطلقة وتساعده في التعبير عن أفكاره بالإضافة لحرية الحركة بأسلوب تعبيري رصد من خلاله عوالم الإنسان الداخلية بحركات راقصة موظفة بطريقة مدروسة، يستطيع من خلالها تصوير كل ما يشاهده في هذا العالم المُعقد من بعيد من خلال عالمنا الضيق وبطل أعماله الإنسان المعاصر ابن المدنية الحديثة الاستهلاكية.
وأضاف أن الإنسان وتفاعله وتأقلمه يشغله مع الواقع وما وراء الواقع، والمرأة حاضرة كما الرجل بروح واحدة، والإنسان المحاط بواقع قاس ومستهلك لكل شيء حتى الأفكار رغم عدم وجود حدود للحب وللسلام وللحلم، لكن العالم بات ضيقاً.
هكذا برزت مقدرة النحات الحسن في فهم وتحليل وتفكيك هذا العنصر بطريقة تغني العمل الفنى بمشاعر رومانسية ملتبسة حالات درامية تشكيلية جمالية اختزلتها بوضوح وحرفية الفنان المبدع لتلفت بجمالياتها انتباه هواة الفن والاقتناء.
يذكر أن النحات مناف حسن من مواليد دمشق 1981،خريج ادهم إسماعيل للفنون التشكيلية قسم النحت 2005، تعلم النحت باحتراف على يد الفنان غزوان علاف، وهو مصور صحفي لعدد من المجلات والصحف السورية، وله الكثير من المشاركات في معارض جماعية محلية وخارجية وله العديد من ورشات عمل ونحت على الحجر، وحائز على عدة جوائز بمسابقات محلية.