هناء يزبك ومحمد حداد يوقعان ديوانيْهما الشعريين في ثقافي حمص

الثورة – حمص – سهيلة إسماعيل:

أقيم في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي بحمص حفل توقيع ديوانين شعريين, الأول وهو الديوان الثالث للشاعرة هناء يزبك وحمل عنوان “عدْ بي إليَّ”، والثاني للشاعر المغترب محمد حسين حداد بعنوان “حين تأتي القصيدة”، بحضور عدد من النقاد ومتابعي الأنشطة الثقافية.
وقدمت خلال الحفل قراءتان نقديتان، قدمهما عميد كلية الآداب في جامعة البعث الدكتور نزار عبشي، وأستاذ النحو والصرف في كلية الآداب الدكتور عصام الكوسى، وقال عبشي: إن عنوان الديوان كعتبة نصية يحمل معنىً دلالياً مجازياً قام على خرق المألوف، وإن الشاعرة تعمدت هذا النوع من الانزياح اللغوي في العنوان لشد المتلقي ولتُحدث دهشة لغوية تسمى في النقد الأدبي “خرق المألوف”، لأننا عندما نطلب من أحد أن يعود نطلب منه أن يعود إلى بيته, إلى وطنه, إلى أهله, إلى رشده..، أما العنوان فهو مثير ويدفع القارئ الغوص في غمار الديوان بحثاً عن إجابة في مضامين القصائد، فهل تقصد الشاعرة من “عد بي إليّ” العودة إلى ذات الشاعرة التائهة الهائمة العاشقة أم تقصد العودة إلى الوطن؟ وهي أسئلة أثارها العنوان اللافت، فأطلقت الشاعرة بذلك العنان لخيال القارئ بحثاً عن خلفية العنوان بتأنٍ وروية، ويبقى السؤال المطروح دون إجابة حتى نفتح الديوان ونقرأ بين دفتيه بعض قصائده، ولاسيما قصيدة “عد بي إليّ” حيث تقول:
خلّي القوافي التي في حبِّك اشتعلت على الضفافِ مواعيد بلا وجل
عدْ بي إليَّ فكلُّ الذكرياتِ هنا عطرٌ يدانيكَ مسفوحاً على الطَّللِ
فهل تقصد الشاعرة بكلمة الطلل الوطن، كما لدى امرؤ القيس وغيره من الشعراء القدماء؟ تتركنا الشاعرة نبحث عن صدقية العنوان لتعلن أنه بإمكاننا تأويل العنوان و دعوة القارئ إلى العودة إلى الزمن، إلى العاشق وإلى الوطن وإلى كل شيء جميل، وهنا تظهر أهمية العنوان ودلالاته المختلفة. وقد تعمدت الشاعرة العناوين المثيرة في معظم قصائد الديوان مثل” مطر من الحسرات” و” الشعر معجزةٌ وأنتَ نبيهُ” و” قاب كأسين من لظى الأنفاس”
أما الدكتور عصام الكوسى فقدم قراءة لغوية نحوية للديوان، فقال: إن الشعراء والأدباء لسان حال مجتمعاتهم, وهم يؤمنون أن الكلمة الهادفة لا تموت بل تعيش في ذاكرة التاريخ أكثر من عمر المرء الذي سطّرها، والشاعر الحق هو من يتعبد في محراب الجمال ومن يصقل الكلمة مثلما يصقل الصائغ الماهر عقداً من الماس يهفو إليه كل عاشق ليزين جِيدَ محبوبته, وأضاف أن الشاعرة يزبك استطاعت خلال السنوات السابقة تطوير تجربتها الشعرية ومن يطلع على الديوانين السابقين يجد نقلة مهمة في صوغ الكلمة ورسم الصور المبدعة.
فهي امتلكت أسرار الشعر ورسخّت قدميها في دروب الإبداع ناثرة ياسمين أنوثتها عبر صور فريدة وكلمات عفوية رقيقة, وقد تنوعت أغراض القصائد البالغة إحدى وأربعين قصيدة بين الغزلي والوطني والقومي والإنساني, فالعنوان لوحده بدا علامة مميزة من علامات الشعرية المعاصرة وهو أمر غير معروف في التراث الشعري، فنحن عرفنا لامية العرب وسينية البحتري ونونية ابن زيدون ودالية المعري، ولعل أبرز ما أنتجته الحداثة أنها جعلت من العنوان والغلاف والإهداء عتباتٍ نصية في القراءة الشعرية وباتت مكوناً أساسياً في المناهج النقدية التي مهد لها رولان بارت. فعنوان الشاعرة هناء جاء مكثفاً, إذ يتكون من جملة فعلية فيها فعل طلبي وفاعله مضمر ليفتح أمام القارئ دروباً شتى ليختار منها الفاعل الذي يؤنس وحشته وشبهي الجمل “بي وإليَّ” يتكئان على الفعل ولا قيمة لوجودهما من دونه، فرغم أن الفعل عد يدل على الانتقال من مكان إلى آخر فإن الشاعرة اختارت انتقالاً مغايراً, انتقالاً نفسياً داخلياً.
وقرأ الدكتور إبراهيم الهاشم قراءة لديوان الشاعر محمد حداد كتبتها الدكتورة ميساء إبراهيم.
اللافت أن الشاعرة هناء مدرسة لمادة الرسم وعن علاقة الشعر بالرسم، قالت: الرسام يعبر بالألوان والشاعر يعبر بالحرف، وقد ساهم حبي للألوان بإعطاء الصورة الشعرية الأفق والغنى اللوني.

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة