الثورة- منهل إبراهيم:
تمارس قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة على جبهات القتال في فلسطين المحتلة وعلى الحدود مع لبنان، حيث كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية أن قنابل الفسفور الإسرائيلية جعلت المنطقة الحدودية في لبنان غير صالحة للسكن.
وكتبت الصحيفة: “الدمار الرئيسي وقع في منطقة طولها 5 كيلومترات شمال ما يسمى (الخط الأزرق) وهي الحدود التي حددتها الأمم المتحدة بين الأراضي المحتلة ولبنان”.
وأشارت إلى أن هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية في هذه المنطقة تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المباني السكنية والأراضي الزراعية.
وأضافت الصحيفة، إن “نتائج القصف تشير إلى أن إسرائيل تريد إنشاء منطقة عازلة في لبنان”.
وكان رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر أكد أن التصعيد الأخير ألحق أضراراً جسيمة بمرافق البنية التحتية، قدّرها مجلس الجنوب بنحو 500 مليون دولار.
في هذه الأثناء أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن وضع الأمن الغذائي في قطاع غزة لا يحتمل بعد 8 أشهر من العدوان الإسرائيلي.
وشدد غريفيث على ضرورة وقف إطلاق النار، وضمان سلامة قوافل المساعدات، وعدم استهداف عمال الإغاثة والمؤسسات الصحية العاملة في القطاع، داعياً إلى فتح جميع المعابر وتدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وأضاف إن “الحديث عن نحو نصف مليون فلسطيني يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد غير محتمل، كما أن هذه الأرقام تظهر أن الوضع لا يزال قاسياً بشكل مدهش”.
وكان قد صدر تقرير عن 19 وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة أفاد بأن نحو 96% من سكان غزة أي 2.1 مليون شخص يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم أكثر من 495 ألفاً يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء والتضور جوعاً.
بغضون ذلك حذرت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة من توقف مهامها، مؤكدة بأن واقع المنظومة الصحية شمالي القطاع مأساوي.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل: “طواقمنا لا تستطيع التعامل مع العدد الهائل من الاستهدافات وسط نفاد الوقود وقد تتوقف مهامنا في أي لحظة مما يؤثر على حياة المواطنين”.
وتابع المتحدث أن “الاحتلال لم يدخل لطواقمنا أي لتر واحد من الوقود منذ بداية العدوان”، مردفاً: “استهداف الاحتلال لطواقمنا مستمر ومخالف للقانون الدولي ويجب أن نتمتع بحصانة خلال الحرب”.
وأكمل: “يصعب علينا التحرك وفق الإجراءات السابقة بسبب القوة التدميرية وحجم الشهداء”، لافتاً إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يستهدف خيام ومدارس النازحين في القطاع”.
وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية الاشتباك مع قوات الاحتلال التي تتوغل منذ صباح الخميس، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، معلنة تمكنها من قتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال، بعد استدراجهم إلى كمائن مميتة.
وأصدرت فصائل المقاومة، على رأسها كتائب القسام وسرايا القدس بلاغات عسكرية متلاحقة أكدت فيها استهداف آليات ودبابات للاحتلال، مشيرة إلى تمكنها من قتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.
وفي آخر بلاغات لها، قالت كتائب القسام، إن مقاتليها استهدفوا دبابة من نوع “ميركفاه 4” بعبوة “شواظ” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

التالي