انطلاق فعاليات ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية.. مواكبة للتطورات العلمية والطبية وتقديمها بالمجان لجميع الأطفال.. و 40 عملية زرع
الثورة – دمشق – عادل عبد الله ونور جوخدار:
انطلقت اليوم فعاليات ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية الذي يقيمه المركز الوطني للخلايا الجذعية- حياة بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان في فندق الشيراتون بدمشق.
ويناقش الملتقى على مدى يومين أسس زرع الخلايا الجذعية الدموية وتطبيقاتها السريرية على المستوى المحلي وأحدث المستجدات المحلية والدولية في مجال أبحاث الخلايا الجذعية والمعالجة الخلوية، وذلك بشكل ميسر يحمل المعرفة المفيدة لجميع الأطباء على اختلاف مستوياتهم العلمية ومعارفهم وبمشاركة كبار الخبراء والأطباء والباحثين المحليين من المركز الوطني للخلايا الجذعية – حياة وإدارة الخدمات الطبية العسكرية وجمعية بسمة وكلية الصيدلة في جامعة دمشق وهيئة الطاقة الذرية السورية ومركز نقل الدم في جامعة دمشق ورابطة الأورام السورية.
تعزيز إمكانات العلاج
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم أكد أن الملتقى يهدف إلى تعزيز الوعي والفهم لإمكانات العلاج بالخلايا الجذعية لعلاج الأمراض المختلفة، والتشجيع على تبني أفضل الممارسات والمعايير الأخلاقية في هذا المجال، وإبراز تجربة المركز الوطني للخلايا الجذعية للأطفال ونشاطه في هذا المجال، ومناقشة التحديات المرتبطة بعلاج مرضى الأطفال.
وأكد الوزير إبراهيم أن الملتقى يعد من أهم النشاطات العلمية التي تهدف إلى تعزيز وتشجيع البحث العلمي وتطويره في المجال الطبي والرعاية الصحية، وذلك من خلال تقديم وعرض أوراق بحثية للخبراء والباحثين في هذا المجال، وتقديم خبراتهم ومعارفهم وتبادل الأفكار بينهم، وتسليط الضوء على أحدث المستجدات المحلية والدولية وآخر التطورات في مجال أبحاث الخلايا الجذعية والمعالجة الخلوية.
ولفت إلى أنه تم إعداد برنامج الملتقى بعناية واهتمام بتضافر جهود جميع الجهات المشاركة، ويتضمن مجموعة متنوعة من الجلسات، تتناول العلوم الأساسية للخلايا الجذعية والخبرة المحلية من المركز الوطني للخلايا الجذعية “حياة”، والجلسات السريرية، وجلسة الباحثين الشباب، وغير ذلك.
ونوه الوزير إبراهيم بأن الوزارة حريصة على تطوير ودعم العمل بمستشفى الأطفال الجامعي وخاصة المركز الوطني للخلايا الجذعية وبناء كوادر طبية متخصصة في هذا الاختصاص.
ولفت إلى ما قدمه السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد لبناء وطننا الغالي وشعبنا النبيل من رعاية واهتمام بالغين، بالوضع الصحي لتطويره ودعمه وتقديم كل ما يمكن من أجل سلامة وصحة المواطنين والعناية بهم، وتوفير كل الإمكانات لتحقيق الشفاء للمرضى والمحتاجين صحياً.
تشخيص وعلاج بالمعايير العالمية
رئيس اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان الدكتورة أروى العظمة لفتت إلى ما قدمته وتقدمه السيدة الأولى السيدة أسماء الأسد من دعم متواصل وتوجيه دائم وتوفير لكل ما يحتاج إليه هذا المركز الوطني للخلايا الجذعية “حياة” من إمكانات ومن أجل ذلك تحقق النجاح لهذا المركز.
وبينت أنه انطلاقاً من الرؤية الشاملة لواقع التحكم بالسرطان في سورية، ورسم التحديات والإمكانات وانعكاساتها على صحة مرضى السرطان في سورية، الذين عددهم في ازدياد مستمر، كما في باقي أنحاء العالم، وجهت السيدة الأولى أسماء الأسد بتشكيل اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان لتكون من أولى مهامها وضع خطة وطنية للتحكم بالسرطان تقوم اللجنة بتنفيذها بالتنسيق مع جميع الجهات الحكومية والأهلية في سورية، للوصول إلى مجتمع سوري يؤمن لجميع مرضى السرطان التشخيص والعلاج بأعلى المستويات والمعايير العالمية.
وعملت اللجنة منذ تشكيلها خلال السنوات الخمس الماضية على رفع مستوى التحكم بالسرطان وقامت بالعديد من الإنجازات ومن أهمها ما عملت عليه في مجال صناعة الكوادر الطبية والبشرية، بما يتضمنه ذلك بافتتاح اختصاصات جامعية جديدة، والهدف من هذه الاختصاصات هو تخريج كوادر طبية قادرة على استخدام التقنيات الحديثة وتطبيق كل التطورات التي حصلت في مجال السرطان في العالم بكامله.
بروتوكولات علاجية خاصة
من الإنجازات التي كانت تحديث البروتوكولات العلاجية الخاصة بالعلاج الكيماوي والشعاعي وتعميم هذه البروتوكولات لتوحيد طريقة العلاج وفق أحدث المعايير العالمية، والمواطن يتلقى نفس المستوى من العلاج بغض النظر عن المكان الذي يراجعه.
كما عملت على تأهيل البنى التحتية لمراكز الأورام الأساسية وتجهيزها بأحدث التجهيزات سواء على صعيد التشخيص أو العلاج، ويجب أن نتوقف عند الرعاية الكريمة والاهتمام والمتابعة المستمرة من السيدة الأولى أسماء الأسد بموضوع سرطان الأطفال..فهي توليهم عناية ورعاية كبيرة، ومن أهم الإنجازات التي تمت برعايتها ومتابعتها كان افتتاح توسعة بسمة لسرطان الأطفال في مستشفى البيروني الجامعي، التوسعة الأولى لبسمة، وتقدم بسمة الرعاية الكاملة لأطفال السرطان من جميع النواحي (كشفاً وتشخيصاً ومعالجة ورعاية والدعم النفسي والاجتماعي لأطفال السرطان وعائلاتهم) .
40 عملية زرع
وأيضاً من الإنجازات وبرعاية السيدة الأولى في موضوع السرطان كان افتتاح مركز الخلايا الجذعية “حياة” الذي قامت بافتتاحه في العام 2021 ليبدأ بإجراء عمليات زرع الخلايا الجذعية الدموية أو ما يسمى بزرع نقي العظام عند الأطفال الذين تتطلب حالتهم هذا العلاج، سواء الأطفال المصابين بالسرطان أم الأطفال المصابين بأمراض الدم الوراثية، وعوز المناعة الخلقي، وقام المركز حتى الآن بإجراء 40 عملية زرع، بنوعيه الذاتي والغيري، منوهة بأن عمليات الزرع الغيري لم تكن متوفرة للأطفال في سورية قبل افتتاح السيدة الأولى المركز.. وقد حمل الزرع لمعظمهم الشفاء التام وحياة جديدة.
رفع نسب الشفاء
مدير مركز زرع الخلايا الجذعية الدكتور ماجد خضر أكد انه أصبح تجمع وملتقى الخلايا الجذعية تقليداً سنياً يسعى فيه كبار الأساتذة والأطباء لعرض آخر الأبحاث والمستجدات العلمية عن الخلايا الجذعية والسريرية والعلاجية، بما ينسجم مع رفع نسب الشفاء عن المرضى.
وأوضح الحرص على المزج بين الخبرة الواسعة للأطباء والباحثين في مجال الخلايا الجذعية وتبادل الخبرات وورشات العمل لكوادر التمريضية في مجال زرع الخلايا الجذعية والعلاج الكيماوي،
وأشار إلى أنه يحتفل اليوم بمرور ثلاثة أعوام على انطلاق العمل في مركز “حياة” للخلايا الجذعية، وها هي الخبرات تكبر يوماً بعد يوم لتصبح أكثر إلهاماً ونضجاً من خلال مرحلتين من العمل، ونرى في “حياة” زرعاً ينبعث في غرفه الإقحوان والتوليب و… منتظرين بفارغ الشغف بزوغ براعم مفعمة بالشفاء والصحة للأطفال المصابين بالسرطان والتلاسيميا، ولن يحتاجوا بعد اليوم لنقل الدم والعلاجات، ويبدؤون حياتهم الجديدة.
ونوه الدكتور خضر بأنه على الرغم من الحرب الكونية والحصار الجائر على سورية تم إنشاء مركز “حياة” ليواكب التطورات العلمية والطبية ويقدمها بالمجان لجميع الأطفال بالرغم من التكاليف الباهظة.. مشيراً إلى استمرار العمل بالمركز واستقبال الأطفال وتقديم العلاج بزرع الخلايا الجذعية، مع نتائج تماثل العالمية.
جسدان بحياة واحدة
المدير الطبي لوحدة بسمة في مستشفى البيروني الجامعي الدكتور خالد غانم أوضح أن المتقى يناقش التجربة الطبية الوطنية في مجال العلاج عند الأطفال بالخلايا الجذعية، وأحدث التطورات في مجال علاج الأطفال المصابين بالسرطان وتحسين الشفاء عن البعض الآخر.
وأكد أن الشراكة والتعاون مستمران بين بسمة وحياة، وهما جسدان بحياة واحدة من خلال الدعم من السيدة الأولى أسماء الأسد.
وأوضح أنه في عام 2009 أسست بسمة وحدتها العلاجية المتكاملة في مستشفى البيروني الجامعي، وقامت بدعم 10 آلاف طفل مصاب بالسرطان، وقدمت العلاجات المتكاملة في وحدتها التخصصية لحوالي 3 آلاف طفل، وصولاً لنسبة شفاء قريبة جداً من النسبة العالمية، وحققت نسبة شفاء للأطفال الذين عولجوا في عام 2018 بنسبة 76%، وهي قريبة جداً من العالمية، علماً أن النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تقارب 80%.
وأشار الدكتور غانم إلى أن التحدي الأكبر هو استمرار العمل بالمركز واستقبال الأطفال وتقديم العلاج بزرع الخلايا الجذعية ومجاناً لجميع الأطفال.
معرفة علمية
رئيس الرابطة السورية لأطباء الأورام الدكتورة مها مناشي أكدت أهمية تناول المستجدات العلمية والطبية فيما يخص المعالجات والمناورات الخلوية، آخذة على عاتقها المعرفة العلمية ليكون الملتقى جسر وصل بين الجمعيات العالمية للخلايا الجذعية الدموية وبين الجسد الطبي والمعنيين بهذا التخصص في بلدنا، مع الإضاءة على التقانة البيولوجية الهامة التي تقدمها هيئة الطاقة الذرية وهي الأساسية في تحديد العلاج الهادف والنوعي لمرضانا.
وأوضحت التشاركية مع جمعية بسمة على توفير كل ما يلزم لعلاج سرطان الأطفال للوصول إلى نسب الشفاء العالمية.
وبينت أن الرابطة السورية تضم الزملاء المعنيين بالاختصاصات وترتبط بشكل مباشر بأماكن عملهم في جميع الجهات الحكومة وغير الحكومية كجمعية بسمة، وتعد أحد الأذرع التنفيذية في اللجنة الوطنية للتحكم بالسرطان للوصول إلى تطبيق الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان وتجديد بروتوكولات العلاج الوطنية، لتشمل التجربة جميع المراكز الوطنية، فالمريض هو الرسالة الأسمى.
وأضافت: نعمل على تقديم كل ما هو جديد في برنامج التحكم بالسرطان بدءاً من البرنامج الالكتروني وهو باكورة العمل والذي سيكون داتا وقاعدة للأبحاث وعلاجات مرضى السرطان، والأجهزة الشعاعية الحديثة تشمل المزيد من العلاجات النوعية للمرضى، إضافة إلى المخبر الحديث المتكامل وغيره، بما يساهم في الارتقاء العلمي والطبي وتطوير مراكز علاج الأورام ودعم الكوادر الوطنية.