الثورة – مرشد ملوك:
نتحدث اليوم كسوريين عن النقل بالطيران أكثر من الحديث عن خط “الدوار الجنوبي” المشهور بدمشق أو عن أي خط نقل بسيط من كراج بانياس القديم إلى حي المروج بنفس المدينة أو أي خط للنقل الداخلي في أي منطقة في سورية – هو المنعكس المباشر للحرب – ونتابع يوميا أحاديث السفر التي تدور.. هل سيكون هذا السفر عن طريق دمشق أو اللاذقية أو بيروت أو عمان .. وربما قد يكون استنبول أو أنقرة في الفترات القادمة.
هذه مفردات وحاجات تؤكد ولادة جديدة “لسوق للنقل الجوي” في سورية يبهر ويسترعي اليوم اهتمام وانتباه الناس العاديين، فما بالك من صناع هذه الخدمة التي تدر أرباحا هائلة لمن يعمل بها.
تطورات واسعة..
بناء عليه.. ينتظر سوق النقل الجوي السوري تطورات واسعة وكبيرة بعد أخبار عن دخول “الخطوط الجوية السورية” في شراكة تشغيل كبيرة مع القطاع الخاص السوري، وكذلك الأمر بعد انتشار واسع “لبوسترات” اعلانية باللون الأحمر الفاقع في شوارع دمشق ايذانا باطلاق شركة طيران سورية جديدة ستعمل إلى جانب شركتي أجنحة الشام وشركة فلاي داماس ، الأمر الذي أكدته المؤسسة العامة للطيران المدني السوري في وقت سابق.
تحدي الحجيج..
يأتي الإعلان عن هذه الأخبار عقب انتهاء ” الخطوط الجوية السورية” وشركة اجنحة الشام من استحقاق وتحد كبير تمثل في نقل الحجاج السوريين من دمشق إلى جدة بكفاءة واضحة على المستوى التشغيلي ، لكن التفاصيل الفنية لهذا الاستحقاق ولحاجة سوق النقل الجوي كشف ضرورة التجديد والتحديث في “الخطوط الجوية السورية”.
حال السورية..
وهنا لا يخفى على أحد الوضع الحرج لأسطول “الخطوط الجوية السورية” ، وحاجة الطائرات العاملة ومحركاتها ووحدات القدرة المساعدة للتعمير والإصلاح وصعوبة تأمين القطع التبديلية اللازمة ، وصعوبة تأمين المبالغ اللازمة بالقطع الأجنبي بما يضمن استمرار عملها بالشكل الأمثل ودورها كناقل في تلبية احتياجات المواطنين ، وتلبية متطلبات العمل والمنافسة في سوق النقل الجوي ، بالإضافة لتقادم الآليات والمعدات الأرضية وكافة وسائل التشغيل الموجودة وسوء حالتها الفنية، والنقص الكبير الحاصل في أعدادها نظراً لخروج الكثير منها عن الخدمة بسبب تعرضها للأعمال الإرهابية ،وضرورة إصلاح وتأهيل المباني الإدارية ومراكز الورشات الفنية وهنغار صيانة الطائرات بعد الأضرار الكبيرة بسبب الاعتداءات الإرهابية والصهيونية المتكررة التي أدت إلى دمار كبير في البنية الإنشائية والتجهيزات الفنية.
حال السوريين..
في العمق يبدو التحدي الأكبر على مستوى التطورات الديمغرافية جراء الهجرة القسرية للسوريين بفعل الحرب الى أرجاء المعمورة ، وأثر ذلك على سوق النقل الجوي في سورية، جراء الحاجة للدخول والخروج الى البلاد وبالتالي الحاجة الى تطوير ودعم هذه الخدمة، لأن كل شكوى في كل مطار حول تدني هذه الخدمات ستكون بشكل يومي ان لم تقم صناعة احترافية في خدمات النقل الجوي والاستقبال وكل ماهو مرتبط بهذه الصناعة.
عودة الدنيا..
هل نعتقد بأن سوق النقل الجوي ستبقى محتكرة من قبلنا في عصر عودة الدنيا الى سورية ودخول شركات الطيران الكبيرة والعملاقة الينا؟! خاصة اذا ما علمنا بأن الخطوط الجوية السورية في أحسن الأحوال لم تستطع الاستحواذ على أكثر من 18% من سوق النقل الجوي داخل سورية أيام الاستقرار وعندما كانت وحيدة بالسوق.
معلومات..
تؤكد معلومات الحكاية بأن حوالي عشر شركات طيران أسست شركات لها في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك .. تقدم منهم خمس شركات لمؤسسة الطيران المدني للحصول على التراخص اللازمة ، مع العلم أن شركة أجنحة الشام حاصلة على ترخيص في العام 2007 بينما حصلت شركة فلاي داماس على الترخيص في العام 2015
وتشير معلومات غير رسمية بأن السوق السورية تحتاج على الأقل خمس شركات طيران ، وتستوعب السوق حوالي 40 طائرة متوسط السعة فيها 150 راكبا
ويغادر سورية ويدخل اليها شهريا حوالي 500 ألف شخص منهم 100 ألف مسافر عن طريق المطارات السورية.