بدأ العد التنازلي لإعلان نتائج الشهادة الثانوية، وتصاعد منسوب القلق والتوتر عند الآباء قبل الأبناء، وخوف يطبق على أنفاس بعضهم من خسارة الرهان على نجاح وتفوق ومجموع علامات يؤهل أولادهم للقبول الجامعي في التحضيرية أو الهندسة بفروعها، وتحقيق طموحهم الذي عجزوا عنه، وآباء آخرون يجدون في نجاح أولادهم وإنهاء محكوميتهم الدراسية، خروجاً من عنق الزجاجة، وفرحة لا تقدر بثمن ويتركون لهم حرية الاختيار وترتيب ورقة المفاضلة وفق ما يرغبون وما تسمح به علاماتهم.
صرحت وزارة التربية إن صدور نتائج الثانوية العامة في الثلث الأول من الشهر الحالي، وهنا من الأهمية والضرورة تحلي الآباء بالهدوء والوعي للتمتع بثمرة تعب أولادهم بفرح وسرور والتعبير عن السعادة تتعدد وتتنوع مفاهيمه ومعانيه وأشكاله ولا يدخل في إطار ذلك إطلاق النار والتسبب في إيذاء الآخرين نفسياً وربما جسدياً، وقد اعتدنا على ذلك التصرف الطائش غير المسؤول رغم كل النداءات التحذيرية والتوعوية.
قد لا ينطبق حساب الحقل والبيدر وتأتي نتيجة الأبناء غير متوقعة للآباء وصادمة وبعيدة عن احتمالاتهم، فيقع اللوم والعتب على الأبناء وربما الاستهزاء والسخرية أمام الآخرين والتوعد والتهديد دون البحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر الدراسي والتعثر ومعرفة مواطن الضعف، والخطأ ومساعدة أبنائهم لتجاوزها بأمان واطمئنان بالتشجيع والترغيب والحب غير المشروط بالنجاح والتفوق.
ثقافة اليأس والإحباط والاستسلام التي يصدرها بعض الآباء لأبنائهم في مواقف حياتية مصيرية تجرهم إلى الفشل وسقوط أحلامهم.
طمأنت وزارة التربية الطلاب الأعزاء على أوراقهم الامتحانية من حيث التصحيح والتدقيق وعمليات التنتيج بإشراف المعنيين، وحتى لحظة صدور النتائج تصبحون على ما تتمنون وما تحلمون وتطمحون ..آباءً.. وأبناء.