عندما تكون الخيبات الكروية باعثة للنسيان، ودعوة لرميها خلف الظهر، يصبح الأمل في التغيير مجرد وهم نداعب به تطاولنا على خارطة الطموحات، وشططنا في عالم الأحلام الوردية!! تجدد الشعور بالغصة مع قرعة الدور الحاسم من تصفيات آسيا للمونديال، وخلو مجموعاتها من منتخبنا، ليحل مكانه منتخب، لا يمكن أن نصنفه منافساً لمنتخبنا، فهو يتخلف عنه بالتاريخ والصيت والتحضير، فضلاً عن الترتيب في قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعندما تم سحب قرعة التصفيات المزدوجة، كان تصنيف منتخبنا من الفئة الثانية، وذاك المنتخب من الصف الثالث، وبدا وقتها أن كل الدروب تؤدي بمنتخبنا إلى الدور الحاسم من التصفيات المونديالية، وبدأت الأفكار تراود القاصي والداني، عن كيفية التحضير لهذا الدور، والحظوظ الكبيرة في انتزاع إحدى بطاقات التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، ويدعم هذا الطموح المقاعد الآسيوية التي تمت إضافتها للقارة الصفراء.
كنا حالمين أم واهمين أم في غيبوبة؟ المهم أننا عندما صحونا،كانت الكوابيس بانتظارنا، ومن دون أن يرف جفن، أو نسمع اعتذاراً، ولو كان من قبيل الضحك على اللحى والذقون!
لم تكن الإمكانات سبباً، ولا ضعف الاستعداد ذريعة، ولا حتى سوء الطالع أو أخطاء التحكيم.. كل شيء بدا بلا سبب واضح، وليس ثمة مسؤول عما حدث، اللهم إلا المدرب الأرجنتيني الذي قيل إنه أُقيل ضحية الفشل، على الرغم من أن الجميع يعلم أن عقده ينتهي بختام التصفيات.
لن تصيبنا حمى الأحلام ثانية، فقد تحصنّا بمضادات النوم في العسل، والبقاء نهبى لبائعي الأوهام.

التالي