الثورة _ عبير علي:
استضافت صالة المركز الثقافي بالمزة معرضَاً فنياً تشكيلياً بعنوان:»شمسٌ لاتغيب… حضارةٌ لا تمحى» بإشراف الفنانة نسرين حماد، وبدعوة من مديرية ثقافة دمشق، وضمّ المعرض أكثر من 50 لوحةً فنيةً بأسلوب التظليل، أبدعها أطفال ويافعون تراوحت أعمارهم بين «9-15» عاماً.
عبرّت الأعمال عن عراقة معالم وآثار سورية، ومدى تجذر الحضارة وأصالتها لعصور مختلفة مرت على أرض وطننا الغالي، مثل حضارة ماري وأوغاربت ومدينة تدمر الأثرية وزنوبيا وعشتار، والأماكن الأثرية مثل: قلعة حلب ومدرجات بصرى، وقصر الحير وقصر العظم والجامع الأموي ونواعير حماة، إضافة إلى معالم أخرى مثل: ساعة حمص القديمة وبعض بوابات دمشق القديمة، وأهرامات البارة في محافظة إدلب.
وفي تصريح لصحيفة الثورة حول المعرض، أكدت الفنانة حماد أن الأعمال التي قدمها أربعة عشر طالباً، تحاكي الحضارة السورية بكل براعة ودقة عالية. إذ اختار كل طالب حضارة من الحضارات العظيمة لسورية ليرسمها بعد أن تم الشرح والنقاش الوافي لهم وتعريف كل مشارك بالمعلم الأثري الذي جسده في لوحته، وهذا الهدف الأسمى الذي سعت حماد لتحقيقه مع طلابها في زمن العولمة الذي بات يشوه كل الحقائق، والعمل على تنشئة جيل يفتخر بحضارته، وقالت: «رغم كل ما مررنا به كنا ومازلنا شمسٌ كونية وحضارةٌ لا تمحى».
وأوضحت أن الهدف من استخدام الرسم بالرصاص في الأعمال جميعها، إبراز القدرة العالية والاحترافية التي تم تحقيقها مع الطلاب في درجات الظل والنور، لأنها تخدم الهدف الأساسي للمعرض وهو محاكاة الآثار بواقعية في اللوحات، كما تظهر عظمة وعلاقة الرسم والنقش على الحجر باستخدام أداة واحدة من العصور القديمة، عصور ما قبل التاريخ التي كانت ومازالت، أحد أهم أسباب تواصل الإنسان مع التاريخ والحضارات على مر العصور.
رافق المعرض ورشة تفاعلية، نفذتها جمعية أصدقاء المتاحف والمواقع الأثرية بإشراف الأستاذ إياد غانم، بمشاركة لأطفال من أصدقاء المركز من معهد الصم والبكم، وشهدت الورشة تفاعلاً ملحوظاً من زوار المعرض، من خلال العمل على الصلصال، ثمّ الكتابة عليه بالأبجدية الأوغاريتية، إضافة إلى تلوين بعض اللوحات لأشهر المعالم الأثرية.