الملحق الثقافي- هادي دانيال:
مَنْ يُنْقِذُ الأسماكَ مِن هذا الهَواءِ المُرْتَجِفْ؟
إنّي أرى الشُّعَراءَ قَد حَرَنَتْ قوارِبُهُمْ على رَمْلِ الشَّواطئِ،
بَعضهم أرْخَى على جَنْبَيْهِ مِجْذَافَيْنِ يأساً
وانْصَرَفْ،
بَعْضهم لا زالَ مَخْمُوراً بِحِبْرِكَ
يَرْفَعُ المرْجانَ/ رايَتَكَ الأثيرةَ وَهْوَ يَزْحَف بينَ أكداسِ الصَّدَفْ!..
وَأنا أُلاحِقُ سَيْلَ ذاكِرَتي،
فأمْسِكُ باللقاءِ البِكْرِ :
كُنّا وَحْدَنا نَبكي إلى كأسَيْنِ مِنْ عَرَقِ النّخيلِ
وَكانَ دَجْلَةُ هادئاً يُصْغِي
وَمَوجُكَ يَعْتَرِفْ.
وَتَشابَكَتْ أقْدارُنا
بَيْرُوتُ مَرْفَأُ مَن أضاعَ قُلُوعَهُ
عَدَنُ التي خَلَطَتْ خُطانا
فَوْقَ دَرْبِ السّائرينَ بِلا هَدَفْ
كانَ العِراقُ يئنُّ تَحْتَ القَصْفِ
حِينَ سأَلْتَنِي
في شارعِ الحُريّةِ المُكْتَظِّ بالأصفادْ:
-هَلْ كُنْتَ في بغدادَ يا هادي؟،
هَلْ كُنْتَ في بَغدادْ؟!
-ما زلْتُ في بَغدادَ يا سَعْدي.
فَرَفَعْتَ كفَّاً في الفَضاءِ
كأنَّ سَقْفاً فَوْقَ رأسِكَ سَوْفَ يَهْوِي…
كانت ذِراعُكَ مِثْلَ غصْنٍ تَرتَجِفْ
كُنّا القَرِيْبَيْنِ البَعِيدَيْنِ…
كُنْتَ الأليفَ المُخْتَلِفْ!.
العدد 1198 – 23 -7-2024