الملحق الثقافي- محسن محمد فندي:
عندما يرتدي الفجر أول شهقة..
يمتلئ الصباح بقافية الحساسين،
وبين الشهقة والارتداء
تفرُّ بساتين العيون
إلى نهضتها الأولى،
لم أعُدْ أعدُّ كمشة السَّنابل
وهي تولد فوق أصابع
الحنين..
وترفع قبعة الاحترام
لشمس النَّهار
فما زالت الصَّباحات تولد
من الحقيقة
وتختفي خلف الزَّوال القادم
مع الغروب
من أي جهات القلب يأتي
الأنين
لامساحات تحمل ورد الشوق..
ولا رائحة النعناع البريِّ
تساهم في إذكاء الأنفاس
المتصاعدة من تربة النفوس،
فكلّ المتعبين من طعمة العفن..
ينامون على تراكم الأمنيات
الزاحفة على بطون الفقراء
وهذا النَّهار الآخر.. أضاف
إلى العيون
رماد الحلم
وصاحب الأريكة الزاهية
يداعب شواربه بنعومة
ويبصق على كلِّ الجهات
لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت..!
اللعنة يا صديقي..؟
اننا ولدنا من رحم آخر
لم يعلمنا الإنحناء
لم يخبرنا أنَّ الجنة
تحت أقدام الأغنياء
لم يخلصنا برغم الحصار
من إثم التمرد..
فاخترنا جهة التراضي
وخلعنا عن ذواتنا
فروسية الرجولة
لأننا لم نترجي قمراً يؤنسنا
في ليالينا المظلمة
فاخترعنا قافية الصَّبر
وحاصرتنا جوازات السفر وارتحلنا
ولم يزل صدى الوعود
بلغتنا المتقنة يجمِّل أحلامنا
فأي طمعٍ لنا في شهقةِ فجر آخر
ونحن نطيع السماء.
العدد 1199 – 30 -7-2024