الثورة – ترجمة غادة سلامة:
بعد ما يقرب من عشرة أشهر من البث المباشر للإبادة الجماعية في قطاع غزة المحتل والمحاصر، تم تكريم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبل الكونغرس الأمريكي باعتباره بطلا بدل أن يحاكم كمجرم حرب .
ورغم المعارضة الجماهيرية لدعوته، فقد أعطته القيادة الأميركية الفرصة لعرض ادعاءاته الكاذبة بشأن الإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة، فضلاً عن تحديه للضغوط الدولية عليه لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها.
ألقى نتنياهو خطابًا دام 55 دقيقة، وحظي بـ 52 تصفيقًا حارًا من قبل الكونغرس على الرغم من تقديمه ادعاءات كاذبة وقوله مجرد أكاذيب.
كتب السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز على X: “نتنياهو مجرم حرب”. وأضاف: “لا ينبغي له أن يخاطب الكونغرس”.
بنيامين نتنياهو مجرم حرب، ولا ينبغي أن تتم دعوته لإلقاء كلمة في اجتماع مشترك للكونغرس. وأنا بالتأكيد لن أحضر.
وكان العديد من أعضاء مجلس الشيوخ والمسؤولين الأميركيين الآخرين يتبنون نفس الرأي . ولم يحضر العشرات منهم جلسة الكونغرس احتجاجا على جرائم الحرب التي يرتكبها نتنياهو ضد الفلسطينيين.
وبحسب بيان إحصائي، فإن نحو 100 من أصل 212 عضوا ديمقراطيا في مجلس النواب و27 من أصل 51 عضوا ديمقراطيا في مجلس الشيوخ (والمستقلين في الكتل الديمقراطية) موجودون في القاعة لحضور خطاب نتنياهو.
وهذا يعني غياب حوالي نصف أعضاء كل كتلة انتخابية.
وأخذ بعض أعضاء مجلس الشيوخ والمسؤولين الأميركيين والصحفيين بعض الوقت لدحض ادعاءات نتنياهو وأكاذيبه من أجل تبرير منع دخول الغذاء والإمدادات الصحية وغيرها من المواد إلى غزة.
والواضح طوال مجريات الإبادة الجماعية المستمرة هو أن الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي هو دعم أعمى، وهو يتبنى أسسها الصهيونية، بما في ذلك الروايات التاريخية المزيفة، والأكاذيب، والدعاية.
وتنفذ قوات الاحتلال الإسرائيلي مذابح جماعية بحق الفلسطينيين باستخدام الأسلحة والأموال الأميركية. وتعد”الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل.
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، فقد قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده “ستزيد المساعدات العسكرية الإضافية” لإسرائيل، التي تتجاهل القانون الدولي ولا تحترم جميع المؤسسات الدولية.
وتم الإعلان عن صفقتين عسكريتين أمريكيتين إضافيتين لإسرائيل بعد الحصول على موافقة طارئة، الأولى لشراء 14 ألف طلقة من ذخيرة الدبابات بقيمة 106 ملايين دولار، والثانية لشراء مكونات بقيمة 147 مليون دولار لصنع قذائف مدفعية عيار 155 ملم”.
وفي الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام أميركية أن إدارة بايدن “أبرمت بهدوء أكثر من 100 صفقة بيع عسكرية لإسرائيل، ولم يتم إخطار الكونغرس بذلك رسميًا”. وتشمل هذه المبيعات آلاف الذخائر الموجهة بدقة والقنابل الصغيرة القطر وقنابل اختراق المخابئ والأسلحة الصغيرة.
كما قدم القادة الأميركيون، منذ بداية الإبادة الجماعية الإسرائيلية لغزة، الدعم السياسي لإسرائيل في كل المحافل الدولية التي تعرض فيه الاحتلال الصهيوني للانتقاد أو الإدانة أو المطالبة بوقف الإبادة الجماعية. كما وفرت غطاء أو قادت كل محاولة لنزع الشرعية عن الهيئات أو التدابير المؤيدة لفلسطين. الحملة ضد الأونروا والتهديدات ضد المحكمة الجنائية الدولية ليست سوى مثالين على ذلك.
وتعزيزاً لأكاذيب الاحتلال الصهيوني، واصل كبار المسؤولين الأميركيين تكرار الأكاذيب التي استخدمها القادة الصهاينة لتبرير مذابحهم الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين وتدميرهم الشامل لقطاع غزة المحاصر.
المصدر : ميدل ايست منتيور