يعيش الكيان الصهيوني اليوم أصعب أيامه على الاطلاق، ليس خوفاً من الرد المحتوم لمحور المقاومة على الاغتيالات التي ارتكبها مؤخرا في طهران وبيروت، ولا رداً على الاعتداءات المتواصلة لهذا الكيان المارق والتي تجاوزت بفظاعتها كل قواعد الاشتباك بين الطرفين، وتخطّت الخطوط الحمر التي لا يمكن لأي جهة كانت أن تسكت عليها، لأن السكوت يزيد من تمادي الاحتلال بمواصلة جرائمه وتكرارها، بل لأنه اصبح عاجزا عن تحقيق الأمن لنفسه بنفسه وراح يطلب المزيد من الدعم الاميركي والاوروبي.
وهذه الحالة التي يمر فيها الكيان “حالة الخوف والرعب” هي نتيجة فرضتها عملية “طوفان الأقصى” في الدرجة الأولى وما تبعها من تطورات فلسطينياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، وثانياً تأتي انعكاساً للفشل الذريع الذي حصدته حكومة المجرم نتنياهو بعد أكثر من 300 يوم من حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، وارتكابها للآلاف من المجازر الوحشية التي راح ضحيتها نحو 40000 شهيد وما يقارب الـ100000 جريح معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن.
ومن أبرز التطورات التي فعلت فعلها في الكيان الصهيوني من الداخل، وخاصة الحالة النفسية للإسرائيليين الذي فقدوا الثقة بجيشهم وآلتهم العسكرية المدعومة من الغرب والولايات المتحدة الأميركية بالتحديد، هي شبه العزلة التي فُرضت على حكومة نتنياهو من قبل كل شعوب العالم على الاطلاق، ومن معظم الحكومات التي استجابت لضغوط شعوبها التي رفضت هذه الجريمة الكبرى وخرجت بمظاهرات عارمة نصرة لغزة وللفلسطينيين واحتجاجاً على حرب الإبادة الجماعية ضدهم.
وما بين المقاومة التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني بالحياة وتقرير المصير وقيام دولته الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس وفق القوانين والشرائع الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وما بين العصابات الصهيونية التي امتهنت الإرهاب والقتل والتدمير والاغتيالات منذ عشرات السنين وما زالت، ترجح اليوم.. الكفة لمصلحة المدافعين عن أرضهم وأرض أجدادهم وتاريخ أمتهم العربية، ودماء الشهداء هي الحصن الحصين للحقوق العربية في فلسطين من البحر إلى النهر وفي كل الأراضي المحتلة التي ستتحرر قريباً جداً وستعيش المقاومة وسيتبدد الاحتلال ويزول عن خارطة المنطقة والعالم إلى الأبد.
السابق