مجلات أيام زمان !!

الملحق الثقافي- عيسى إسماعيل:

في زاوية من زوايا المكتبة أكداس من المجلات المتنوعة التي اعتدت أن أبتاعها أيام دراستي الجامعية وسنوات عملي الأولى بالتدريس، وقد وجدت نفسي قبل أيام أستعرض تلك المجلات بأوراقها الصفراء… موضوعاتها تحمل الكثير من المتعة وتذكرنا بالكثير من الأحداث ولاسيما (الفنية)، وكلها تعود إلى العقدين السابع والثامن من القرن الماضي.
في إحدى المجلات الفنية التي تصدر مع مجموعة من الصحف والمجلات لذات الدار في بيروت الصادرة في الثامن من أيار عام 1977 اقرأ المقال الأسبوعي للشاعر والكاتب «جورج جرداق» تحت عنوان ثابت هو»جرداقيات» وفيه يشن هجوماً ساخراً وعنيفاً على «مطرب»ما» دون أن يسميه وقد قاده سوء طالعه- وأقصد جرداق- لتلبية دعوة لسهرة في أحد المنتزهات الجبلية فانقلبت السهرة همّاً وغمّاً لأن «صاحبنا الفنان المطرب الكبير- على حد تعبير مقدم البرنامج الفني في المنتزه- بدأ يشخرويجعر ويزعق وينعق بكلمات ما أنزل الله بها من سلطان!!.
وفي عدد أخر يروي جورج جرداق «كيف تعرف على السيدة أم كلثوم أثناء زيارتها إلى لبنان فعندما وصل إلى مقر إقامتها في الفندق، قالت له: من زمان أتمنى التعرف عليك!!» فأجابها جرداق: «هذا حلم حياتي.. هذه الليلة يتحقق!!، فأجابته: « كلام جميل.. أريد هذه الجملة في قصيدة أغنيها من شعرك !!» فمكث جرداق طيلة اليوم التالي في غرفته بمنزله وكتب كلمات قصيدة « هذه ليلتي» ومنها:
هذه ليلتي وحلم حياتي
بين ماض من الزمان وآت
الهوى أنت كله والأماني
فاملأ الكأس بالغرام وهات
وهذه الأغنية أضافت لجرداق الشهرة الواسعة التي عززها بموسوعته الفكرية على صوت العدالة الإنسانية.
وفي عدد من مجلة «فنون» التي كانت تصدر عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الصادرة في تموز 1989 ، وكان يرأس تحريرها الأديب والإعلامي جان ألكسان نقرأ حواراً مع المطربة السورية «سهام إبراهيم»، وأتساءل أين هي الآن لم نعد نسمع عنها شيئاً منذ سنين بعيدة!! وفي المجلة نفسها تحقيق مصور في عددها الصادر في تشرين الأول عام 1985 عن «فيروز في مهرجان بصرى الدولي!!».
لم أشعر بالوقت وأنا أتصفح هذه المجلات القديمة التي كنت أواظب على شرائها، بعضها كان ثمنه ليرتين وبعضها ثلاث ليرات إلى خمس ليرات مطبوعة بورق فاخر مصقول وصور ملونة ..
ولعل ثقافتي الفنية تعتمد إلى حدّ كبير على هذه المجلات التي كنت مولعاً بقراءتها في أثناء استراحتي من دراسة المنهاج الجامعي.. أو الكتب الأدبية والفكرية.
ولعلي أمتلك معلومات فنية متواضعة عن مشاهير الفن والطرب وهذا ما أوقعني ذات مرة في الإحراج عندما التقيت الفنان صفوان بهلوان في مقهى الهافانا بدمشق قبل ثلاثة عقود يجلس برفقة الصحفي عمار ألكسان فقلت له: أتمنى أن أحضر اللقاء معك يا أستاذ صفوان!!».
فسألني» ماذا تعرف عني؟!».
فأجبت» تعزف على العود وتشبه محمد عبد الوهاب.
ولا أعرف غير ذلك !!».
فكان أن أعتذر بلباقة وهو يضحك، وخلصت نفسي من هذا الموقف المحرج بأن قلت له: أتمنى ذلك.. لكنني في الواقع أمزح».

 

العدد 1200– 6-8-2024

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري