الثورة:
أحدنا ومنذ نعومة أظفاره، وبمجرد أن تتفتح عيناه على الدنيا يسعى ويكد ويجتهد ليحقق هدفه، فيبدأ من نقطة الصفر فيتعلم ويجتهد ليستنير عقله بالعلم والمعرفة متجاوزاً كل الصعاب التي تقف أمامه مهما كانت مستحيلة الحل حتى ينال الشهادة العلمية التي درس سنوات من أجلها.
ثم يأتي السؤال: ماذا بعد نيل الشهادة؟ والإجابة لا تحتاج إلى شيفرة لفكها بل إنها العمل لتأمين المستقبل، إما بوظيفة أو أي عمل يختاره المرء ليكسب منه رزقه الحلال ثم يأتي سؤال آخر كيف يحقق الاستقرار أكثر؟
هنا يسعى المرء لإيجاد شريكة الحياة التي يختارها لتتقاسم معه حياته حلوها ومرها والمشوار هنا ممتع عند الذين يريدون بناء أسرة كريمة فاضلة يسودها التفاهم وبناء الأسرة، وهذا هو الهدف من الزواج.
ثم يأتي إنجاب الأولاد الذين يحملون اسمنا، وكل امرئ يتمنى ومن كل قلبه أن يكون أولاده أفضل منه بكل شيء وهذه هي عذوبة ولذة وسعادة الحياة، ولكن يتكرر السؤال ماذا بعد؟ نقول إن الحياة هي عبارة عن مراحل ما إن تنتهي مرحلة حتى تأتينا مرحلة جديدة تحتاج منا إلى التعقل والتفكير ملياً في إنجازها فالحياة رائعة مهما كان فيها من هنات وصعوبات.
وحقيقة فإن سعادة أحدنا تكون عند إنجاز أولاده تعلميهم وحصولهم على أعلى المراتب لنرفع هاماتنا بنجاحهم لأننا نكبر بهم ويكبرون بنا، وهذه هي الثروة الحقيقية في الحياة، والمهم أن نقطع المراحل العمرية بتسجيل إنجازات جديدة ونطوي كل مرحلة من عمرنا وقد أغنيناها بالنجاح بكل المقاييس.
وعَوْدٌ على بدء ماذا بعد؟ ونقول هو الاستفادة من العبر والدروس لتكون حافزاً لنا للتطوير والتحديث في كل شيء فعجلة الحياة لا تتوقف أبداً، فمهما قال أحدنا ماذا بعد؟ فإننا سنجيب هناك المزيد من العطاء وتقديم الأفضل فالطموح مشروع لكن بشروط أولها وآخرها هو التعاون مع الآخرين ومحبتهم والإصغاء لملاحظاتهم حتى نتجاوز كل ما يحصل من عوائق تمنع نجاحنا وتقدمنا فالحياة لا تعترف إلا بالناجحين والمجدين وهنا تكمن السعادة التي يتمناها كل إنسان على وجه الأرض
جمال الشيخ بكري