بعد عقدين زمنيين من دخول مايسمى “الاحتراف” إلى ملاعبنا الكروية، وماترتب على هذا الضيف الذي لم يأتِ في محله! من إلغاء للترتيب العام، الذي كان يحسم هوية الصاعدين والهابطين، إلى ومن دوري الأضواء، إذ كان ذلك يعتمد على مجموع نقاط النادي التي يجمعها، خلال الموسم الكروي، في جميع الفئات، الناشئون والشباب والرجال، وجد اتحاد اللعبة، أن العودة إلى هذا النظام سبيل وحيد لدفع الأندية للاهتمام بفئاتها وقواعدها، وتوزيع الدعم والمتابعة إلى فرق شبابها، وتحت ٢٣ عاماً، اتساقاً مع اهتمامها بفرق الرجال، التي كانت تستأثر بجل الإنفاق والصرف والدعم، على حساب فرق الأشبال والناشئين والشباب، والأولمبي مؤخراً.
لم يكن متاحاً إلزام الأندية، تحت عباءة الاحتراف الفضفاضة، بالاهتمام بقواعدها، وعدم اللهاث وراء التعاقدات التي تأتي باللاعبين الجاهزين، مقابل أموال باهظة، قصمت ظهر خزائن الأندية المرتاحة مالياً، نسبياً، وأبعدت معظم الأندية الأخرى التي تعاني الضنك والفاقة، من سباق التعاقد مع اللاعبين النجوم! وكانت النتيجة هبوطاً حاداً في سوية المواهب الواعدة، وهجران كثير من هذه الخامات، عالم المستديرة، وخسارة كرتنا الوطنية لأعداد كبيرة ممن كانوا مشاريع نجوم مستقبليين، بالتوازي مع فقدان منتخباتنا العمرية زخمها العددي والنوعي، وغيابها عن المنافسة على البطولات والدورات القارية والإقليمية والعربية، أضف إلى ذلك، حرمان منتخب الرجال من الرديف المناسب والبدائل المعدة سلفاً، لتكون استمراراً وأملاً لكرتنا، في قادمات الأيام.

السابق
التالي