كنت أترأس حقبة سلام .. بهذا الكلام فرد الرئيس الاميركي جو بايدن ريشه السياسي منذ شهر وغادر البيت الابيض واعتبرها اكبر انجازات هذا القرن الذي اعتبره امريكياً بامتياز هو الآخر فواشنطن تقود الحروب ولاتخوضها بالتالي لابصمات مباشره لها في مناطق الحروب والقتل ولاحروب تخاض دون تدبيرها ومصالحها !!
تحدث بايدن عن فترة سلام بعهده وبكل ثقة ليفتح العالم فمه متعجبا من هذه الثقة، فهي الفترة ذاتها التي وصلت الحروب حد المواجهة الروسية مع الغرب والعملية العسكرية التي خاضها الاتحاد الروسي دفاعاً عن نفسه ضد تمدد الناتو في اوكرانيا بل هي الفترة الرئاسية الاميركية الاكثر اجراما في ابادة الفلسطينيين حيث ان بايدن كان صهيونيا بما يكفي ليقاتل نيابة عن نتنياهو ويدعمه بالسلاح والسياسة ويقول لو لم توجد اسرائيل لأوجدناها
تباهى بايدن بالانسحاب من افغانستان وانهاء ما اسماه الحروب الابدية لكنه وقع في فخ النسيان اذ انه كان يخوض مع اسرائيل حروب وجودية في الشرق الاوسط وحروب مصيرية فيما يتعلق بوضع القطبية الاحادية الاميركية
لقد خرج بايدن بأميركا من نفق الحرب في افغانستان ولكنه دخل بشبكة من انفاق الحروب لاتكاد تظهر بداياتها او حتى نهاياتها اذا ان القواعد الاميركية في الشرق الاوسط تقصف وتتعرض للقصف بشكل اسبوعي والتعزيزات العسكرية الاميركية في مياه الشرق الاوسط واجوائه تكاد تعتقل اي مبادرة للتهدئة واوروبا تحت مقصلة حرب عالمية من جديد والاحتقان مع الصين في تايون بأوجه …حتى المبادارات الاميركية اصبحت فضيحة علنية فالاميركي لم يعد وسيطا للسلام في المنطقة بل خلع القناع الذي ارتداه لسنوات وظهرت حقيقة واشنطن عارية
لم يستطع بايدن أن يمرر اتفاق وقف اطلاق النار ليعبر فوقه الى الانتخابات فسقط وهو معه الاتفاق وبركلة من نتنياهو نفسه لذلك يكاد جو بايدن امن يغسل يديه من كل الدماء التي اريقت خاصة في فلسطين المحتلة ليس لان الرجل اهتز ضميره بل لانه يعرف حجم الجريمة ولانها سجلت في تاريخه باقلام واستقالات وصرخات الشعب الاميركي نفسه
بحقبة بايدن بات الاشلاء الفلسطينية في المجازر التي ترتكب بحق اهلنا في غزة تجمع بالكيلو ليشكل كل ٧٠ كيلو شهيدا ثم يخرج الرئيس الاميركي ليقول انها حقبة سلام ويطلب براءة الذمة…فكيف تكون حقبة الحرب الاميركية ان تحسب الاشلاء بالاطنان او نستعيد ذاكرة هيروشيما مثلا.
