الثورة – رفاه الدروبي:
تزخر الحياة الأدبية والفنية، بأسماء أطباء وأعلام مارسوا إلى جانب اختصاصاتهم في حقول الطب المختلفة، شتى ضروب وأجناس الفنون الأدبية، والثقافية والبصرية، رغم الخلاف، والتناحر الظاهري بين الاختصاصين غير أنَّ هناك قواسم مشتركه تجمع بين الطب وفروع المعرفة الأخرى، والعلاقة بينهما الإنسان جسداً وفكراً وأحاسيس، ومن الأسماء اللامعة أطباء.. مهندسين.. في مجال الأدب والثقافة عاشق دمشق وموثق تراثها الدكتور قتيبة الشهابي، وشيخ المهندس المعمارين خليل الفرا، كانا في ندوة عنوانها “أعلام في الذاكرة” أدار جلستها مدير مركز أبو رمانة عمار بقلة، شارك فيها الدكتور محمد منير أبو شعر، والباحث مازن ستوت.
– ليس اسماً عابراً..
بدأ الدكتور أبو شعر حديثه عن الباحث قتيبة الشهابي بأنَّه طبيب الأسنان والباحث والمؤرخ والشاعر والفنان التشكيلي والمصور الضوئي، إنَّه باحث في التراث وأسر مدينة دمشق، وسورية والتاريخ العربي، وليس اسماً عابراً في خارطة التأليف الطبي، والتراثي والتاريخي والعلمي والفني بل علامة فارقه وبارزة، لافتاً إلى أنَّه رفد المكتبة العربية بمؤلفات علميه كثيرة، أهمُّها معجم مصطلحات طبية، وعددها 17 مؤلفاً تتصدر مكتبه الكونغرس الأمريكي بها، وبذلك حصل على العالمية إضافةً إلى مؤلفاته التاريخية والأثرية والتراثية وعددها 21 مؤلفاً وأهمُّها “تاريخ أهمله التاريخ” و”طرائف النداء في دمشق الفيحاء”، و”صمود دمشق أمام الحملات الصليبية”، ويشعر من يزور منزل قتيبة الشهابي بأنَّه معرض دمشقي عريق يعبق باللوحات الفنية أبدعتها أنامله بألوان حيَّة وزاهية، وهناك لوحة رسمها الفنان المرحوم نعيم إسماعيل كانت آخر أعماله الفنية ولديه مؤلفاً كان عبارة عن مخطوط تركه عنوانه “ساحة المرجة بين الأمس واليوم” وتمَّ طباعته بعد وفاته من قبل الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية.
– عبقه في شوارع دمشق..
بدوره الباحث مازن ستوت تناول حديثه بأنَّنا لو مشينا متمهلين في مدينه الياسمين دمشق نجد من عبق شوارعها وأبنيتها، وبعض كلياتها الجامعية أو مستشفياتها، ومدارسها، أو مكتباتها ومراكزها العامة والخاصة التجارية والصناعية زاخرة بأعماله إنَّها جزء من لمسات إبداع شيخ المهندسين خليل الفرا العاشق لوطنه منوهاً إلى أنَّه كان له دور في العديد من المؤلفات في مجال الهندسة والعمران، ظهرت في شوارع دمشق وأبنيتها ومعالمها، وكان يتمتع بإحساس عالٍ في الفن والرسم الانطباعي والتشكيلي، ويعرف مسارات الخطوط، وتمازج الألوان والفكرة وجمال الرمز في اللوحات، وتابع المعارض المتخصصة واهتم بأدق التفاصيل في المأكل والمشرب والملبس، وسواء أكان في البيت أو المطعم أو المائدة أو أي مناسبة ثياب أو الموسيقا فكان مستمعاً جيداُ، ذواقاً ومتلقياً زكياً يحب الطرب الأصيل، ويعرف المقامات الموسيقية، ويتابع العروض في الأوبرا، ويمتلك رؤية واضحة في حياته صاحب مبادرات، وقرارات دائماً فاعل في كل الأحداث ومؤثر.