الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
قال مدير أوقاف السويداء والقنيطرة الشيخ نجدو العلي في تصريح لـ”الثورة” إنه في ظل أداء القسم مع انعقاد الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب، ينبغي على أعضاء مجلس الشعب أن يدركوا بخشوع أهمية القسم في محضر بيت الشعب، ولا يظنن أن الحصانة الممنوحة له تعفيه من مساءلة الحق سبحانه وتعالى- أقام الحق أو فرّط به- لافتاً إلى أنه على المنتمين إلى الحصانة بأنواعها أن تتوفر فيهم أمانة المسؤولية، ومصداقية الكلمة، وسمو الخلق، وحيادية الأداء.
وأشار إلى أن كثيراً ما يتم اليوم الحديث عن الحصانة بأنواعها، وعن أهميتها، وعن مآلاتها، وعن المعنيين بها، وعن من يهمهم أمر تنفيذها، وفي كل هذا التطواف من الحديث، والتعليل والتفسير، تبقى “الحصانة” سواء الدبلوماسية، أو البرلمانية، أو الصحفية في الخاتمة مجرد “ختم” رسمي، لا يعني الكثير للكثيرين، وإن توشح به البعض كنوع من التميز، أو التفاخر، أو ربما التهرب من سلطة القانون، وبذلك يُنظر إلى الحصانة على أنها واحدة من المسوقات أو المبررات التي يتوارى خلفها البعض من أصحاب المصالح، لتحقيق ما لم يتحقق بالطرق التقليدية المباشرة، ولذلك يمكن القول:
إن الحصانة واقعة في مأزق الاستغلال ممن شُرّفوا بأن يكونوا محصّنين، فأساؤوا إلى الحصانة ولم يحسنوا.
ونوَّه العلي بأن الحصانة البرلمانية تعيش ظروفاً صعبة عند المنتمين إليها لحجم التهويل والتأويل الذي يشار به إلى البرلمانيين على وجه الخصوص، إلا القلة منهم، ومن هنا يأتي اتهامهم بالتقصير من قبل الجمهور العام، وقد وقع بعض البرلمانيين في مصيدة حصانتهم، فوظفوها توظيفاً غير موفق إلى حد بعيد، ولعلهم تناسوا قبل أن تتلبسهم الحصانة البرلمانية أنهم أطلقوا وعوداً كثيرة، وكبيرة لمنتخبيهم، فإذا بهم يخلّون بالوعد، ويحنثون بقسمهم، ويتناسون أنهم عما قريب سيكونون أمام فوهات ألسنة الناس الذين وهبوهم أصواتهم، فلا حصانة لهم حينها فماذا هم فاعلون.
واعتبر مدير الأوقاف الحصانة الأخلاقية هي أمّ كل المفاهيم التي تندرج تحت مفهوم الحصانة، وهي معقولة المعنى، لأن نتائجها معروفة، وتداعياتها أيضاً معروفة، وإن هي انقسمت بين فطرية المنشأ، أو مكتسبة السلوك الديني والاجتماعي، كأهم أداة لمفهوم الحصانة، وتكتسب أهميتها من الأثر الذي تتركه على مساحات التفاعل الاجتماعي في كل البيئات الإنسانية بلا استثناء، فأنت في بيئتك “الوطن” بأخلاقك، وأنت في بيئات الآخرين بأخلاقك، وأنت في بيئتك الفقيرة أينما كنت بأخلاقك، وأنت في بيئتك الغنية أينما كنت بأخلاقك، ولن يُضارّ أحد تمسّك بأخلاقه الرفيعة في أي موقف صعب تُمتحن فيه الإرادة الذاتية، فالصدق لن يكون مهلِكاً لصاحبه، وكذلك الأمانة، وكذلك الشجاعة العاقلة، ويؤكد هنا على (العاقلة)، وكذلك الكرَم، وكذلك كفّ اللسان واليد على حد سواء، وهذه في مجملها تنظمها الحصانة الأخلاقية، ومن هنا تأتي مختلف البرامج التربوية التي تحرص عليها الأسر، وفي المناهج الشرعية والتربوية الدراسية، والمجتمع ككل، لكي تعزز من الحصانة الأخلاقية، للإيمان الراسخ عند الجميع من أن لا مخرج من الوقوع في إشكالياتٍ مجتمعية كثيرة إلا الحصانة الأخلاقية.
