الثورة – غصون ديب:
باتت حماية البيئة والتراث، عناوين هامة في أذهان المعنيين والناس في الآونة الأخيرة، نظراً لما لهما من أهمية كبيرة في الحياة المستدامة، فحماية البيئة تعني بيئة صحية وموارد طبيعية، وتوفير حياة كريمة للأجيال بكلّ مكوناتها، كما برزت أهمية الحفاظ على التراث أيضاً، والتي تتجلى في حماية التراث العمراني والطبيعي، فالتراث يعد هوية الأمم وذاكرتها.
مبادرة أهلية
في محافظة طرطوس، وتحديداً قرية المقرمدة في القدموس، انطلقت مبادرة أهلية لحماية البيئة والتراث منذ سنوات، أطلقت على نفسها اسم “جمعية الصنوبر لحماية البيئة والتراث”، عن أبرز الفعاليات والنشاطات التي تجلت في مبادرات أهلية ومجتمعية من القرية والقرى المجاورة، التقت “الثورة” رئيس الجمعية جمانة حرفوش، إذ أكدت أن الجمعية أشهرت بقراررقم ١٤٩٣ عام ٢٠١٠، وبدأت بالاهتمام بالبيئة في البداية، وهذا العام تمّ تجديد النظام الداخلي للجمعية بإضافة التراث إلى أبرز أعمالها، وقامت الجمعية مؤخراً بالتعاون مع الأهالي بنشاطات تخصّ البيئة، كان أبرزها مشروع التنوع الحيوي الذي تضمن زراعة أشجار متنوعة وبعض النباتات الطبية وتوزيع شجيرات الحور و”الزنزرخت” التي تمّت زراعتها في الربيع الماضي على المجتمع الأهلي.
كما أقامت الجمعية معرضاً ريفياً للمواد الغذائية الصيفية التي تشتهر بها المرأة الريفية في مركز الجمعية بالقرية، وشاركت الجمعية بنشاطات وفعاليات سابقة مع مديريات البيئة والزراعة وغيرها، ومهرجانات محلية، كمهرجان “الشيخ صالح العلي للتراث”.
والجدير بالذكر أن مركز الجمعية يقع في قرية المقرمدة، وهو عبارة عن متحف صغير، فيه مجموعة من الأدوات القديمة والنحاسية وأدوات إنتاج وأدوات الطبخ التي كانت تستخدم قديماً، بالإضافة إلى اللباس التراثي.
حرفوش أشارت إلى أن الجمعية تسعى من خلال نشاطاتها مع المجتمع الأهلي إلى تعزيز الوعي والاهتمام بشؤون البيئة، وعدم هدرالموارد الطبيعية، إشراك المجتمع المحلي بالحفاظ على البيئة، وحماية التنوع الحيوي، والتركيز على النباتات المهددة بالانقراض، وإقامة الندوات والمعارض والأنشطة، وإصدار نشرات بيئية متعلقة بأهداف الجمعية بعد الحصول على موافقة من الجهات المعنية، والتنسيق والتعاون مع الجهات الرسمية التي تخدم العمل، وتحقيق التنمية المستدامة والتعاون والتنسيق مع الإعلام لتنظيم حملات توعية.
التعاون أساس النجاح
توجهت الجمعية- حسب حرفوش- لتوعية الأطفال واليافعين أيضاً بأهمية الحفاظ على التراث والبيئة، وفي هذا الخصوص أقامت ،ملتقى للأطفال تضمن رسومات وفعاليات تخص البيئة، وندوات توعية هادفة لحماية الطبيعة.
عن أبرزالصعوبات التي تعاني منها الجمعية، أكدت حرفوش أن النشاطات والفعاليات تبقى خجولة في ظلّ غياب رأس المال الكافي لتنمية هذه المشاريع، وإمكانية وصولها إلى أكبر مساحة ممكنة من المنطقة، مضيفة: إن أبرز ما يميز عمل الجمعية، هو العمل الجماعي مع المجتمع الأهلي والأجواء الإيجابية التي نلقاها من الناس عند القيام بالنشاطات والفعاليات التي من شأنها خدمة المجتمع وتوعيته، وهو دافع هام لأطفالنا في المستقبل بأهمية الحفاظ على البيئة والحفاظ على التراث الجميل.