الملحق الثقافي – علي حبيب:
سألت «روبرتا» ذات يوم قلت لها:
ما الذى يبقيكِ فى خدمة رجل ثمل طوال الليل
ألا تخشين عبثي عندما تأخذ الخمر بعقلي؟
ضحكت ثم قالت: يا سيدي كل الذين حاولوا انتهاك جسدي لم يكونوا يشربون الخمر.
لم أر واحداً منهم ثملاً.
كانوا يقرؤون ويكتبون ويسْدون النصيحة ويقْطرون بالحكمة ويرسمون الصليب طوال الوقت.
وحدكَ أنتَ لم تحاول.
قلت: كيف؟!
هل تصفين لى كيف أكون فى ثمالتي وكيف تطمئنين إليَّ؟
قالت روبرتا:
عندما تأخذك الثمالة تبكي وتردد أشياءً أكاد أن أدونها من فرط إحساسها.
قلت: هل تذكرين منها شيئاً؟
قالت: نعم. تُقسم لامراة أنكَ لا تزال تحبها ولن تحب سواها.
( بالطبع كان يردد اسم زوجته الشابة التي توفيت من الكوليرا)
قلت: وما الذي يطمئنكِ في هذا.
قالت: اللاشعور يا سيدي … !
فقلت مندهشاً: ماذا تقصدين باللاشعور؟
قالت: لقد قرأت أننا عندما نغيب عن الوعي تتحكم فينا قوى أعظم وأصدق لا تكذب أبداً، لأننا ببساطة نكون فاقدين السيطرة عليها.
كل شيء فقد الإنسان السيطرة عليه لا يكذب.
كل حماقات العالم جاءت من الكذب باسم الوعي يا سيدي.
أنتَ في ثمالتك أصدق من كل الأكاذيب التي رأيتها من أناس يكذبون باسم الوعي..
راقت لي
العدد 1202 – 27 -8-2024