الشائعات المتداولة عن رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم المصادقة على عقد المدرب الإسباني لمنتخبنا الوطني خوسيه لانا بسبب عدم وجود سيولة في حساب اتحاد كرة القدم تبدو لغزاً محيراً، يكاد يكون من الصعب إن لم يكن من المستحيل تفهمه، وذلك لسبب رئيسي، وهو أن اتحاد الكرة أعلن عن التعاقد مع المدرب المذكور بعد أن أخذ موافقة الفيفا على التعاقد معه، كما هو مفترض، لكن وحتى نكون واقعيين فإن الاتحاد الدولي للعبة له سوابق مشابهة، عندما امتنع عن تحويل مستحقات المدرب الأسبق لمنتخبنا التونسي نبيل معلول، وهو ما دفع الأخير للمطالبة بفسخ عقده آنذاك.
في الحقيقة فإن ما يجهله كثيرون يتعلق بسلطة اتحاد كرة القدم وقدرته التي تكاد تكون معدومة على التحكم في أمواله على المستويين الداخلي والخارجي، حيث يلعب الاتحاد الرياضي العام دور آمر الصرف على المستوى الداخلي، فيما يلعب الاتحادان الدولي والقاري نفس الدور عندما يتعلق الأمر بأموال كرتنا المجمدة لديهما، وهو ما يعني حكماً أن اتحاد اللعبة الشعبية الأولى مُسيّر وليس مُخيّراً على الإطلاق.
حتى كتابة هذه السطور لا يوجد معلومات دقيقة في هذا السياق، على اعتبار أن المكتب الإعلامي في اتحاد الكرة يكتفي بدور المتفرج، دون تأكيد ما يُشاع أو نفيه، ولكن ما يُقلق حقاً هو الصمت الذي يعتبره البعض وسيلة لتهيئة الشارع قبل تلقي أي صدمة رياضية يمكن أن تقضي على بارقة الأمل والتفاؤل الذي كان سيد الموقف بعد إعلان التعاقد مع المدرب الإسباني وكادره.
وبغض النظر عن حقيقة الشائعات وطبيعة الحال فإن الوقوف على الأطلال لن يكون حلاً بل على العكس، سيكون على اتحاد اللعبة إيجاد حل بديل ولو من خلال الاعتماد على كادر وطني يكمل مشوار تصفيات كأس آسيا، وهو أمر لا خلاف عليه على الإطلاق.
طبعاً تبقى الحقيقة قيد الكتمان حالياً في ظل ضبابية المعطيات، لكن المؤكد أن القائمين على الموضوع لن يقفوا متفرجين حتى لو كان الحل بالاعتماد على خبراتنا الوطنية للمرحلة الحالية.

التالي