ازدحام على النقل العام للأسبوع الثاني.. مواطنون لـ”الثورة”: الحافلات تتقاضى أجوراً مضاعفة.. سائقون: تخفيض المخصصات جعلنا أمام الشراء من السوق السوداء أو التوقف
الثورة – تحقيق رولا عيسى ووعد ديب:
استمرت أزمة المواصلات في دمشق للأسبوع الثاني، وإن تراجعت بشكل بسيط ،إلا أنها لا تزال جاثمة على كاهل من يود التوجه إلى أعماله صباحاً من عاملين ومدرسين وطلاب دراسة في مختلف المراحل.
ماعلاقة أزمة النقل بالعام الدراسي؟
مازال الجميع ينظر بعين الأمل لإيجاد حلول لأزمة السير والمواصلات في دمشق، ولكنها تصاعدت بشكل لافت مع بداية العام الدراسي.
حيرة وتساؤل
وخلال متابعة صحيفة “الثورة” للمشكلة على أرض الواقع، لمسنا أن المواطنين في حيرة وتساؤل، وبدل أن يجيبوننا على تساؤلنا.. توجهوا إلينا عن السبب الذي يقف وراء هذه المعاناة التي طالت مختلف الشرائح، وجعلت انتظارهم لوسيلة نقل تمتد لساعات طويلة علهم يجدون بارقة أمل لنقلهم إلى مراكز عملهم.
آثار سلبية
أزمة المواصلات لم تقف عند شريحة معينة بل امتدت إلى معاناة طلاب المدارس وتأخرهم عن مدارسهم وعودة الأغلبية منهم إلى بيوتهم ..واستغلال المتعاقدين منهم مع وسيلة نقل بالأجور الباهظة، ناهيك عن أن مواطنون كثر اشتكوا توقف مصالحهم وأعمالهم بسبب قلة المواصلات.
عدد من المواطنين التقتهم “الثورة” أثناء رحلتهم إلى أشغالهم اليومية تساءلوا عن سبب الازدحام وكذلك أسباب رفع الأجرة من بعض السائقين تحت حجة الشراء من السوق السوداء، وإن كان الحل قريب من قبل الجهات المعنية؟.
وقال العامل محمد: إن بعض أصحاب السرافيس يستغلون حاجتنا للتنقل ويتقاضون أجوراً زائدة بعد صعودنا في السرفيس والسير نحو عملنا، وعندها نضطر للدفع خوفاً من التأخر عن العمل.
خارج العدد المحدد
أما سعيد(طالب) تحدث لنا قائلاً: أصبحت السرافيس مثل النقل الداخلي ال24راكباً لجهة الوقوف داخل السرفيس والجلوس بأي طريقة فالمهم الوصول، ناهيك عن التدافع أثناء الصعود ومايرافق ذلك من حوادث.
أما مروان (بائع) قال: بتنا نلاحظ أن هذه الأزمة تشتد مع بدايه المدارس من كل عام، وكأن المستفيد منها فقط أصحاب السرافيس المخصصة للمدارس، لانعرف لماذا هولاء لايعانون من النقص بمخصصاتهم وكل يوم قادرين على إيصال طلاب المدارس أو الموظفين بينما غير قادرين على الالتزام بخطوطهم.
لا تقيد بالخط
بسمة(ربة منزل) فقالت: أغلب أصحاب سيارات النقل لايتقيدون بالخط كاملاً، ولايوجد مبرر حقيقي لذلك سوى ملء جيوبهم فهي فرصة لاستغلال الناس.
نيفين الذاهبة لزيارة مريض في إحدى المستشفيات فتقول: أكثر من ساعة وأنا أنتظر النقل الداخلي، وفي هذه الساعة مر باص واحد فقط، ومن شدة الإكتظاظ بداخله لم يتوقف لنقلنا فلا مكان حتى للوقوف.
استغلال “التاكسي”
أما أحمد(طالب جامعي)اعتبر أن المستفيد من الأزمة أصحاب التكاسي الذين يستغلون حاجتنا للتنقل، ويطلبون أجوراً زائدة على مسافات قصيرة، وهذا ما يحتاج لعمل رقابي مشدد.
لكن عدد من أصحاب السرافيس والعاملين على وسائل نقل عامة، كان لهم شكواهم أيضاً، و لم تخلو من المعاناة من جراء قلة وتراجع المحروقات وتخفيض المخصصات.
رفع أسعار المازوت الحر
وقال إيهاب- سائق على خط المهاجرين: تم تخفيض مخصصات التعبئة اليومية وهذا ما اضطرني إلى تعبئة المازوت بالسعر الحر، وبت أشتري الليتر الحر بـ 16ألف ليرة سورية، حتى لا نتوقف عن العمل لكن اضطررت لتقاضي أجور زائدة لتعويض سعر التعبئة بالسعر الحر، وهذا ما يتسبب بضغط كبير على عملي اليومي وكذلك الأمر بالنسبة للركاب.
أما سائق السرفيس( أمجد) على خط جرمانا تساءل عن سبب توفر المازوت الحر وعدم توفره ضمن المخصصات.
والسائق يوسف على خط المزة جبل قال توقفت لمدة يومين عن العمل لعدم قدرتي على أخذ سعر زائد من الناس وأنا أعلم أن أكثرهم موظفين ومنهم ليس لديهم دخل كالطلاب، وعلى الرغم من أن بعض السائقين استمروا في عملهم لقاء أخذ أجرة أكبر وصلت يوم الجمعة إلى 3000ليرة إلا أنني توقفت عن العمل لكن مالم احصل على المخصصات سوف اضطر للشراء من السوق السوداء حتى لايتوقف دخلي ومعيشتي اليومية.
مشكلات ومشاهدات سلبية
ومما لاشك فيه أن هذه الحالة خلقت مزيداً من المشكلات والمشاهدات السلبية، فثمة سائق يركن سرفيسه ويأبى أن يكمل خطه نتيجة ضغط التدافع، إضافة لمشاجرة باليد بين شخصين للتسابق على الركوب أولاً، فيما هناك من لايقبل أن يدفع لسائقين يتقاضون أجور زائدة.
وعليه توجهت صحيفة “الثورة’ للجهات المعنية وطرحت تساؤلات المواطنين،
حيث تمحورت عن أسباب مايحصل من قلة في عدد سيارات النقل والازدحام وتقاضي أسعار زائدة، و انتظرنا عدة أيام قبل أن ننشر تحقيقنا، ولم نلق الإجابة من وزارة النفط والثروة المعدنية أو تبرير الأسباب.
لغريب ما نشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي ومنها نوافذ الفيسبوك الزرقاء وتحدثت عن تخفيض مخصصات النقل في العديد من المحافظات بسبب نقص التوريدات دون وجود أي بيان رسمي عن الجهة المعنية، وهذا ما يعلمه الجميع لكن غالباً ما ينتظر المواطن أن يسمع المبرر من جهة رسمية ضمن بيان صحفي متكامل.
متاجرون ومستغلون رغم الحصار الاقتصادي
وتابعنا التساؤل باتجاه ضبط حالات الاتجار وتقاضي الأسعار الزائدة، فتوجهنا إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق، وأكد مديرها نائل اسمند على اتخاذ جملة من الإجراءات المشددة بهدف ضبط عمل ومراقبة مختلف المواد المدعومة من قبل الدولة وخاصة المحروقات.
وأشار إلى العمل على قمع المخالفات المرتكبة ، سواء من محطات وقود، أم من متاجرين بالمادة، وخاصة بظل نقص المادة بسبب الحصار والعقوبات الاقتصادية الجائرة على بلدنا.
ولفت إلى أن المديرية ركزت على قطاع المحروقات بشكل محدد، ومراقبة المادة من منبعها حتى جهات استهلاكها، من خلال دوريات متخصصة يتركز عملها، على محطات الوقود وطريقة تصريف المادة بشكل دقيق.
مخالفة جسيمة
وفي هذا الإطار تمكنت عناصر الرقابة في المديرية من ضبط عدة محطات وقود تعمل على المتاجرة وضبطت اليوم محطة محروقات في المليحة بمخالفة التصرف بالاحتياطي لمادتي المازوت والبنزين بقصد الإتجار بها في السوق السوداء وبلغت الكمية28121 ليتر، وتم التغريم بمبلغ 946.132.233مليون ليرة سورية مشيرا إلى استمرار التشدد وفق توجيهات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.
شكاوى ومعالجة لحظية
بدوره مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدمشق ماهر بيضه بين لـ”الثورة” أن تقاضي سعر زائد يستوجب إثبات الواقعة، أي تقديم المواطن لشكوى خطية تفيد بتقاضي سائق السرفيس منه مبلغ زائد عن التعرفة المحددة، مشيراً إلى أن المديرية تعمل على استقبال شكاوي المواطنين على مدار ال ٢٤ ساعة ومعالجتها بشكل لحظي.
يذكر أن تقاضي أجور زائدة من قبل أصحاب سيارات الأجرة والنقل يعتبر مخالفة جسيمة عقوبتها السجن والاحالة إلى القضاء، والغرامات المالية التي قد تصل إلى الملايين.