“هيك مطلوب”

عندما تصدر بعض القرارات الحكومية يستغرب الكثيرون عن كيفية صدورها لابتعادها عن الواقع، ويكون السؤال أليس هناك من اعترض داخل اللجان التي أعدت القرار ، وهل يُعقل أنه لا يوجد رأي مُخالف؟
الأمر يحدث على كافة المستويات، ولاسيما  في مجلس الوزراء واللجان الحكومية و على مستوى الوزارات والمؤسسات، وهذا يدل على خلل في تبني القرارات، وكثيراً ما يتستر البعض تحت عبارات ” هيك مطلوب” أو  هناك توجيه، و هنا نسأل من قال أنّ مَن طلب ووجه بأمر ما قال لا تأخذوا بملاحظات وآراء  الجميع و لا تستمعوا  إلى كل وجهات النظر ولاسيما  التي تخالف الطلب أو التوجه، ألا يُمكن أن تُقدم وجهات النظر المغايرة  صورة أوضح ربما تجعل الجهة صاحبة الطلب  أو التوجيه تغير وجهة نظرها وبناء على مقتضيات المصلحة العامة  التي على أساسها أتى التوجيه أو الطلب؟
ما الذي يمنع من  تسجيل تحفظ البعض و إرفاق ملاحظاتهم وتحفظاتهم إلى الجهة الأعلى التي تملك أمر البت بالقرار؟..
يعني مثلاً تحفظات أعضاء اللجان الحكومية التي ترفع لرئيس الحكومة، أو تحفظات وملاحظات  الوزراء على ما يتم إقراره في المجلس ولاسيما التي تحال إلى مجلس الشعب أو إلى الجهات الوصائية؟
وجود وجهات نظر مختلفة مرفقة بأي قرار مرفوعة لمستوى أعلى تساعد مُتخذ القرار للإحاطة بكل التفاصيل، ويُمكن أن تجعله يعيد النظر بالقرار بناء لمقتضيات المصلحة العامة.
بالمناسبة ما سبق يمكن أن نجده في  قرار الحكومة بإجراء امتحان شهادة التعليم الأساسي الذي تم إقراره مؤخراً،  والذي تم رفعه للجهات الوصائية  فهو  بحاجة لإعادة المناقشة والأخذ بالملاحظات التي تمت خلال المناقشة سواء على مستوى الوزارة أو مجلس الوزراء لأنه بالشكل الحالي سيحرم شريحة واسعة من التعليم  ممن عاندتهم الظروف و الطيش والمراهقة من إكمال دراستهم واستدراك ظروفهم لأن القرار الحالي سيكون حاسماً ولن يستطيع أحد التفكير  بتقديم  شهادة التعليم الأساسي مهما كانت ظروفه أو وضعه وبالتالي ستتوقف شريحة كبيرة عند هذا المستوى التعليمي ولن تكون لديهم أي فرصة أخرى ولكم أن تحسبوا بعد ذلك أعداد كبيرة بدون تعليم،  وستجعلونهم يقفون عند مستوى اجتماعي لا سبيل لهم لتجاوزه، وعندها لكم أن تتخيلوا مصير عدد كبير من الشباب الذين تم قطع الطريق عليهم لتحسين أوضاعهم.
القرار يبدو ممتازاً في مرحلة ما قبل الامتحان، ولكن ماذا بعد صدور النتائج؟ هل فكرتم بمصير مَن لم يحالفه الحظ؟ وكم سيكون العدد؟.. أكيد مَن يطلع على نسب  النجاح سيعرف الأعداد التي ستتوقف عند هذا المستوى التعليمي.

معد عيسى

آخر الأخبار
80 شركة سعودية ثبتت للمشاركة بمعرض دمشق الدولي ..خبراء لـ"الثورة": السعودية ماضية في دعم استقرار الب... أسعار الأسواق ..منغصات يومية تثقل كاهل المستهلك ... أهال : لم نعد نفكر باللحوم والفواكه!.   إلى متى سيظل المواطن أسير دوامة الأسعار..؟ أصناف من الخضار باتت من الكماليات الثقافة الاجتماعية بأبهى صورها..تكاتف المواطنين ورجال الإطفاء لإخماد الحرائق الأثاث المنزلي بين حلم الشباب في حلب وكابوس الغلاء إدلب تطلق حملة "نروي ظمأهم" لتزويد المخيمات غير المدعومة بالمياه ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل المساجد.. اجتماع لبحث ترميم الجامع الأموي الكبير في معرة النعمان الملك عبد الله الثاني يرفض "رؤية إسرائيل الكبرى" ويؤكد وقوف الأردن مع وحدة سوريا "الخارجية": لا قيود على دخول المساعدات وتعزيز التنسيق مع الأمم المتحدة لدعم الجنوب مقتل عنصرين من الأمن الداخلي في طرطوس يعكس تصاعد محاولات فلول النظام لزعزعة الاستقرار "إكثار البذار" بحماة ينهي استلام القمح والبطاطا للموسم الحالي التربية تطلق مشروعاً نوعياً لصحة الفم بعنوان "ابتسامة لكل حاسة" تعاون سوري–إيطالي لمواجهة الكوارث وتعزيز الأمن الإنساني جسر الاستثمار بين دمشق والرياض.. انطلاقة جديدة لشراكة استراتيجية شاملة وزير التربية : الاستثمار في المعلم ضمانة لنجاح أي إصلاح تربوي انطلاق منافسات الأولمبياد العلمي للصغار واليافعين في اللاذقية توزيع المرحلة الأولى من المنحة الزراعية "الفاو" لمزارعي جبلة مشروعات اقتصادية للتمكين المجتمعي في ريف دمشق توزيع خلايا نحل ل 25 مستفيداً بالغوطة تنظيم محطات الوقود في منطقة الباب.. موازنة بين السلامة وحاجة السوق الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا