إعلام التضليل.. صناعة المهزومين

 

الثورة – ديب علي حسن:

من جديد نعود إلى الخوض في غمار الحديث عن أخطر وسائل الفتك الحديثة، الإعلام الذي غدا أعتى الأسلحة المستعملة في السلم والحرب.. بل في السلم أكثر من الحرب لأنها تهيئ وتعد النفوس الاستلاب أو الانكسار حسب الخطاب الإعلامي المراد له أن يصل.
طبول الإعلام أكثر قوة من القصف المدفعي، لأنها أدوات الاستلاب الفعلي أو الانكسار حين تكون في غير ما يراد لها.
في ندوة عقدت منذ سنوات في مركز ثقافي قالت إحداهن- وهي أستاذة جامعية في الإعلام: إننا الآن نعرف ما يجري في العالم كله من خلال البث الفضائي.. طبعاً لم يكن الفضاء الأزرق قد اكتسح المنطقة وانتشر.
وكان رد أحد المشاركين- وهو إعلامي له بصمته في العمل، كان أن قال: نعم نعرف ماذا يجري في العالم، ولكن ليس بشكله الحقيقي.. الآن ضاعت الحقيقية من خلال وسائل الإعلام المضللة.
وهذا فعل حقيقي، بل أكثر من حقيقي..
والأمثلة أمام العين الحرب العدوانية التي شنت على سورية، وكان الإعلام الغربي المضلل بوقها الذي أضرم النار، ومع أنه تعرى أمام العالم لكنه ظل على نهجه وأسلوبه لم يتغير، يعمل وفق مقولة غوبلز اكذب اكذب فلا بد أن يصدقك أحد ما.
التجربة نفسها تعاد الآن في متابعة وسائل إعلام التضليل لما يرجي في فلسطين ولبنان.
أمس أتيح لي من باب المتابعة أن أستمع إلى مراسل فضائية، صحيح أنها تتكلم بالعربية ولكنها صوت معاد تماماً.
تقول المراسلة وعلى الهواء مباشرة (الآن صلية صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل… قبل أن تكمل الجملة قاطعها المذيع في القناة قائلاً: والقبة الحديدية قد اعترضتها.. لم ترد المراسلة، فأعاد القول ثانية ويضيف: أليس صحيحاً؟)
ردت المراسلة بإحراج (صحيح)
من يتابع التضليل الذي تمارسه وسائل الإعلام الغربية، ومعها وسائل إعلام تدور في فلكها يظن أن الكيان الصهيوني قوة لا تقهر وأنه واحة الإنسانية.


الكثير الكثير يمكن أن يقال في ذلك، ومن خلال تحليل هذا الخطاب المضلل وإلى أن يكون ذلك نذكر بما قاله وكتبه نعوم تشومسكي- اللغوي والمفكر الأميركي- في كتابه المهم (هيمنة الإعلام.. الإنجازات المذهلة للدعاية) ترجم الكتاب إبراهيم يحيى الشهابي وصدر عن دار الفكر في دمشق.
يقف عند محطات من تاريخ صناعة الخوف والدعاية المبكرة في الغرب وكانت في عهد إدارة الرئيس ويلسون الذي كان يطرح شعار “سلام دون انتصار”.. لأن الشعب الأميركي كان نزاعاً إلى السلام، وكان لا يرى سبباً في التورط في حرب أوروبية.
وكانت إدارة ويلسون التزمت فعلاً بالحرب ولا بد من دخولها، ولذا يجب تهيئة الشعب لها.
فأسست لجنة دعاية حكومية أطلق عليها اسم لجنة (كريل) نجحت في غضون ستة أشهر أن تقلب الشعب ذا النزعة إلى الهدوء بلا عنف إلى شعب هستيري يتاجر بالحرب ويروج لها ويريد تدمير كل شيء ألماني، وتمزيق ألمانيا إرباً إرباً.
ويطالبون بدخول الحرب لإنقاذ العالم.. كان ذلك إنجازاً عظيماً للجنة قاد إلى إنجاز آخر لإثارة الخوف من الرعب الأحمر الهستيري، كما كان يسمى والذي نجح إلى حد كبير في تدمير الاتحادات والنقابات.
من بين الذين أسهموا بنشاط في ذلك (جون ديوي).. وكان من الذين يسمون أنفسهم المجتمع الأكثر ذكاء ومهمتهم توجيه تفكير معظم العالم نحو ما تريده دولهم.
وخلصت إلى القول: إن دعاية الدولة عندما تدعمها الطبقات المثقفة وعندما لا يسمح لها بالانصراف عنها تستطيع تحقيق نتائج كبيرة.. العمل جارياً بهذه القاعدة التي يطورونها.
في هذا المرمى يعمل من باع شرف الكلمة والمهنة وهم على ما يبدو كثيرون، وهذا يؤكد على أن الإعلام لم يعد يهتم في أن يكون صوت الحقيقة، بل يريد أن يكون صوت من يموله ويديره.
لقد أصبح أعنف أدوات الفتك والاستلاب.. بكل مشتقات وسائله وأخطرها الفضاء الأزرق.

آخر الأخبار
بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق الخبير قوشجي لـ"الثورة": الأمن السيبراني أساس متين في التوجه نحو الاقتصاد الذكي