منذ اجتماع مركز القياس والتقويم في القطاع التربوي وحتى اليوم ونحن نسأل: هل وضعت العملية التربوية والتعليمية الآن على مسارها الصحيح؟، وهل مدرسو المناهج الدراسية في مدارسنا يقومون بالدور المطلوب منهم؟، وماذا عن الطلاب .. هل استجاباتهم فعّالة ومهاراتهم مواكبة لحالة التطور؟، وهل بدأت التربية تسلك الطريق الصحيح للوصول إلى الأهداف المرسومة وتحقيقها
بأفضل مما كانت عليه؟.
من هنا تكمن أهمية التقويم من أجل تعلم أو تعليم يحقق الأهداف التي رسمت لعملية التطور التي يبحث عنها الوزير منذ أن تسلم المهمةَ.
ولكي يجيب المعنيون بالتربية ـ ونقصد هنا المفاصل التربويةـ عن هذه الأسئلة من المهم أن يقوموا بعملية تقويمية للعملية التعليمية بشكل مستمر، ودراسة ما إذا كانت النتائج إيجابية بالرغم من أهمية القياس والتقويم في تلك العملية التعليمية.
مما إشرنا إليه ندرك أهمية مقياسي الميول المهنية والذكاءات المتعددة في تحديد مسارات الطلاب المستقبلية ومهنهم، وضرورة إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث حول الواقع التربوي وتطويره وغير ذلك من النقاط التي تمت مناقشتها بحضور الوزير والتي تدلل على أهمية عمل القياس والتقويم من ناحية تحليل ودراسة المواضيع التربوية والتوصل إلى بيانات رقمية يتم على أساسها اتخاذ القرارات المناسبة، ونعتقد جازمين أن الوزارة تعمل وفق خطة عمل منظمة تهدف لتطوير الواقع التربوي والتعليمي خلال السنوات القادمة وصولاً لنظام المسارات بالاستفادة من نتائج تطبيق مقياسي الميول المهنية والذكاءات المتعددة التي يعمل عليها إلى جانب اعتماد النظام المؤتمت في امتحانات الشهادة الثانوية الأمر الذي يسهم بتحقيق مبادئ العدالة وتكافؤ الفرص بين الطلاب،ونشير هنا إلى أن الوزارة قد عممت القالب الامتحاني الخاص بكل مادة، إضافة لتطبيقها الامتحانات المؤتمتة في مادتين أو أكثر خلال الفصل الدراسي الأول لطلاب الشهادة الثانوية العامة بهدف تدريبهم وتمكينهم.
وهنا الشيء بالشيء يذكر الوزير أكد في معرض توجهاته أهمية التعاون مع الجامعات لتبادل الخبرات وتدريب المعلمين، وما لدور معاهد إعداد المدرسين من دور في تأمين الكوادر التربوية اللازمة، وضرورة العمل لتطوير التعليم المهني لتخريج كوادر كفوءة مدربة على الجوانب العملية ودخول سوق العمل،ولابد من الإشارة هنا إلى ضرورة التوسع في تطبيق مقياسي الميول المهنية والذكاءات المتعددة مع الأخذ بعين الاعتبار الاستفادة من نتائج مقياسي الميول في نظام المسارات الذي يعمل عليه بغية مساعدة الطلاب على اختيار تخصصاتهم وخاصة في التعليم المهني، وخطة تطوير مناهج معاهد إعداد المدرسين.
بكل الأحوال ونحن نتحدث عن أهمية التقويم ما نتطلع إليه الوصول لمنظومات تعليمية متطورة تواكب التطور الملحوظ والتحسين الذي تحقق خلال الفترة القصيرة الماضية،لأن ما نطمح إليه الوصول إلى منافسة حقيقية مع المؤسسات التعليمية الدولية.