وطني امتداد الروح والجسد وما فيهما من ضياء وصفاء، نبض الحياة… وخفق الفؤاد وأرض البنفسج والجوري والياسمين وشقائق النعمان.
وطني عبر الزمان وتقلباته وأسراره وصفحاته كان ولايزال القلعة الشامخة في كلّ مكان، يهب الجائع ويروي الظمآن، يفتح أبوابه لمن يشاء، يرسم الفرح للحزانا وهو ينزف ويتألم .. كيف لا وهو القابض على جمر الحياة، الوطن المعطاء صاحب الكرامة والأخلاق والعزة والمبادئ التي لاتتزعزع.
صحيح أن الجراح كبيرة… لكننا السوريين الذين صمدنا وقاتلنا وانتصرنا، زماننا ليس بعابر أبداً، بل في كلّ برهة لدينا حكايات وحكايات من المقاومة والعزة والشهادة التي لا تعرف التوقف يوماً، فكنا بحق المنصهرين في بوتقة الخلود.
اليوم وكلّ يوم تقف سورية إلى جانب الحق في وجه الطغيان، فغزة في قلبها، ولبنان في وجدانها، وفعل المقاومة يسري في دمائها، هي التاريخ والحضارة والعنفوان، والمسيرة التي لا تزال مستمرة في ساح العروبة نبضاً قومياً وراية نضال وتعاضد مع من سلكوا درب المقاومة والكرامة.
وطني الذي نكبر بك، وبأفعالك، وبعزيمتك التي لا تلين، أنت بر الأمان ووسادة المتعبين ونسغ الحياة الذي لا تستطيع قوى العدوان والشر أن تنال منه … وطني الثقة التي لا تهزها العواصف، والشغف الذي لا ينقطع، مصدر الأمان الذي لا يعقبه خوف، والصدق الذي يغلف الكلمات.
اليوم كما الأمس نحن قادرون على الثبات والصمود والفعل، مؤمنون أن المقاومة هي الطريق الوحيد إلى الحرية … ستبقى أقلامنا تكتب، وأشعارنا تصدح، سنفرش دروب التواصل الإنساني في كلّ أصقاع الأرض .. لن نيأس، لن ننكسر، لن نفقد الإرادة… سلوا التاريخ وتمعنوا في وقائعه فلن تروا إلا صفحات المجد تتسامى، وأوطاناً وأمجاداً بنيناها، وضحينا من أجلها ….
وطني لك ترخص الأرواح … ولك وحدك الفداء والحبّ والبهاء .