الثورة- غصون سليمان:
تبنى المجتمعات وتتقدم بعقول الأبناء النيرة حين تستنهض البيئة الحاضنة والمحفزة، أفكار الشباب ورواد الأعمال من كل الاختصاصات ما يجعلهم يبدعون ويبتكرون ويخترعون فيما يسعون لتحقيقه في رحاب جامعات وكليات ومعاهد سورية وكلياتها المختلفة، بعدما أصبحت ريادة الأعمال أحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي وما توفره من فرص للأفراد لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع ناجحة ومستدامة، وبالتالي هو هدف يعد من أولويات عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية الذي يعمل عليه بكل أمانة ومسؤولية.
فقد سبق وأشرنا إلى العديد من ابتكارات رواد الأعمال في ملتقى الاستثمار الريادي الثالث فرصة 2024 وكانت متنوعة في التنمية المستدامة والتحول الرقمي ومشاريع أخرى مختلفة.مخبر ثلاثي الأبعاد
ولأن طموح الشباب السوري لا تحده حدود نعرض في هذه السطور نموذجاً آخر لأحد مناحي الإبداع الذي قدمه
المهندس إياد الأتاسي اختصاص هندسة طبية، فقد بين في لقاء لـ«الثورة» أن مشروعه هو عبارة عن تصميم وتنفيذ مخبر حيوي يعتمد على الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، والتي من خلالها يتم استخدام خلايا بشرية، وخلايا جذعية وسيطة بطباعة خلايا نسيجية لجسم الإنسان سواء كانت هذه الطباعة غضاريف، أو صمامات قلبية، أو أوعية دموية أو تعويضات عظمية أو حتى تعويضات سنية وغيرها من باقي التطبيقات الطبية التي يمكن استخدام الطباعة الحيوية فيها .
المهندس الأتاسي ذكر أن الشيء الذي عمل عليه في المشروع أنه بدأ بتصميم تجهيزات هذا المخبر المؤلف من ثلاثة أجهزة أساسية هي «جهاز كبينة السلامة الحيوية الذي يستخدم في زراعة الخلايا، وإجراء العمليات المخبرية وتصنيع السقالة.
أما الجهاز الثاني هو حاضنة الخلايا حتى نصل لعدد الخلايا المطلوبة والكافية لعملية الطباعة..ويبقى الأهم من وجهة نظره هو جهاز الطابعة الحيوية الثلاثية الأبعاد.
طموح المهندس الأتاسي أن يتحول هذا الإنجاز إلى شركة ليتمكن من خلالها تقديم عدة أنواع من الأجهزة تخدم عملية الطباعة الحيوية الثلاثية الأبعاد سواء المراكز البحثية أو الطبية أو المستشفيات وغيرها من المراكز المهتمة، لافتاً إلى أن الأجهزة المصممة من قبله ككبينة السلامة يمكن ان تخدم المعامل الدوائية وغيرها.