الحسن: مجموعاتي الشعرية لم تأخد حقها من النقد والبعض من الكتّاب تناولها بأسلوب القراءة الانطباعية وسائل التواصل الاجتماعي نافذة للكثير من المتسلقين لإبراز نشازهم وترهاتهم
الثورة _ عمار النعمة:
شاب طموح أحب الشعر منذ الصغر، يكتب لغة جميلة شفافة عذبة، وهو شديد الاطلاع على ثقافات أخرى. في الحرب الظالمة على سورية كتب الكثير من القصائد التي كانت توثيقاً لحالات عايشها وتأثر بها، فكتب عن الوطن والشهيد والحب، كتب الشعر وهمومه ومعاناته وهواجسه، فهو يعتبره هو الحياة بكل ما فيها من معان وأسرار ومفارقات، وأكثر الفنون هموماً وأعمقها قضية.. إنه الشاعر حيان محمد الحسن -عضو في اتحاد الكتاب العرب الذي كان لنا معه اللقاء التالي:
بداية ماذا عن تخبرنا عن رحلتك مع الشعر ؟
بداياتي في كتابة الشعر تعود للمرحلة الثانوية وأذكر آنذاك كيف كنت أكتب الخاطرة كبداية وكنت دؤوباً على المطالعة وأرتاد المركز الثقافي في المدينة لاستعارة الكتب.
كان هناك رغبة كبيرة لدي لكتابة الشعر وفي ذاكرتي مخزون كاف من المفردات التي تضج بي، فبدأت أولى كتاباتي بالصف الثاني الثانوي، فوقها لم يكن لدي معرفة بكيفية نشر الخواطر والنصوص والقصائد النثرية، فكنت أكتب وأحتفظ بكتاباتي إلى أن تعرفت بأصدقاء، وكان لديهم ما يشبه المنتدى الثقافي، وعن طريقهم تعرفت على شعراء وكتاب من المحافظة، وبدأت رحلة الشعر والنشر في الدوريات المحلية.
هل لديك من جديد اليوم ؟
جديدي حالياً هو مجموعتان شعريتان مترجمتان عن الفارسية تمت طباعتهما في دار السامر للترجمة في العراق للشاعرين محمد شيرين زاده ونيلوفر لارى پور، وتعددت العناوين والأغراض في الشعرية في المجموعتين.وهناك مجموعة قصصية للأطفال أيضاً مترجمة من الأدب الفارسي عبارة عن قصص فيها الحكمة والفائدة والمتعة جاءت معظمها على ألسنة الحيوانات، هذه المجموعة ستصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق قريباً.
وهذه الفترة أكرس جل وقتي في الترجمة وهناك دواوين ستصدر قريباً مترجمة عن الفارسية طبعاً، إضافة لمجموعة شعرية من أشعاري اعمل على وضع اللمسات الأخيرة عليها.
ما الرسالة التي أردتها في المجموعتين الأخيرتين؟
في المجموعة الشعرية مختارات من أشعار محمد شيرين زاده ويلاحظ القارىء من الوهلة الأولى التشابه الكبير في طريقة طرح القصيدة والمشابه تماماً لأسلوب الشاعر نزار قباني، فمحمد شيرين زاده شاعر حساس وقصائده موجهة للأنثى والحبيبة ولا تكاد تخلو قصيدة من رائحتها، فهي الهواء الذي يتنفسه وزاده اليومي.في هذه المجموعة الشعرية تنوعت القصائد بين القصيرة والطويلة وتم العناية باختيار القصائد لتصل إلى القارىء بطريقة ممتعة وشائقة وبكل عذوبة وسلاسة.وفي المجموعة الثانية مختارات من أشعار نيلوفر لارى پور والتي ضمت بين طياتها 40 نصاً شعرياً تنوعت أغراضها بين الوجداني والذاتية، ففي القصائد هناك لمسات حزن جلية غلبت على معظم القصائد إضافة لقصائد الحب والشوق والفراق والعتاب… وهاتان المجموعتان صادرتان عن دار السامر للترجمة في العراق.
أنت تكتب للوطن والإنسان والحب ماذا تخبرنا؟
في مجموعاتي الشعرية الكثيرة التي تربو على العشرين هناك عدة مجموعات غزلية وآخرها مجموعة صرخة عاشق، فقصائد هذه المجموعة موجهة للأنثى والحبيبة التي تتعرض بين الضلوع وتسكن الذاكرة،مجموعة من القصائد العمودية جاءت بأسلوب رشيق وأبيات قليلة ولكنها عميقة وفيها معان جميلة ومفردات تنبض بالعشق.وهنالك ديوان خصصته للوطن والجيش وبطولاته بعنوان (عرينك شامخ) قصائد عمودية تتجلى فيه بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته وصمود شعبه جراء الحرب على سورية، فمثلاً هناك قصيدة بعنوان (حيانيات) قلت فيها: فما بال القصائد متعباتُ أيا ليلى وتخذلنا الدواةُ تزملنا المواجعُ كلَّ حينٍ ويلفظنا التصبّرُ والشكاةُ كأنَّ الحرفَ معصيةٌ دهتنا ومن بين الأصابعِ مكرهاتُ كأنّي شختُ قبلَ أوانِ عمري أنا الأطلالُ والشعرُ التفاتُ أما للشوق يا ليلى انتهاءٌ وهناك قصيدة أخرى جاءت بعنوان (قصائد ـ حزني): ومن قال ما للغريبِ اشتياقْ ودمعه في كل نجوى يُراق ومن قال إنّ حرائقه في ضلوعهِ يوماً بيومٍ تُطاقْ يكابد في نفسه ألف قهرٍ وينزفه الليلُ والاختناق بحالهِ لمْ يرأفِ الحلمُ حتّى لظى الانكسارِ أنينُ الفراقْ حكايا سأوردها للمدى وما فعلتْ فيَّ ساعَ الفراقْ فمن قال إن المشاعرَ غلفٌ وإنّي هنا زائرٌ يا عراق قصائدُ حزني كما كربلاءٌ بغير انتهاءٍ وغير احتراقْ
كيف ترى الحالة النقدية في سورية وهل نالت تجربتك النقد الكافي ؟
أستطيع القول: إن الكثير من مجموعاتي الشعرية لم تأخد حقها من النقد ولكن تناولها البعض من الكتاب والنقاد بأسلوب القراءة الانطباعية، وهذا لا يقوّم الشاعر ولا يطوّر أسلوبه، إن كان النقد لا يخرج عن دائرة الإطراء وإبراز جماليات القصائد فقط دون التطرق على السلبيات والهفوات والهنات العروضية -إن وجدت- فما فائدة هذا الكم الكبير من المدح والتلميع للمجموعة وهي مليئة بالسلبيات.النقد في حالة يرثى لها وأغلب النقاد لا يخرج نقدهم عن المدح والإطراء على المجموعات التي يتناولونها، وهناك كلام كثير يمكن أن نقوله في هذا الخصوص ولكن اختصرت قليلاً.
هل لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير على المشهد الشعري؟
وسائل التواصل كان لها أثر كبير على المشهد الشعري، فهي أتاحت الكثير من الشعراء المغمورين الظهور والانتشار وكانت نافذة لإظهار إبداعاتهم ونتاجهم وفي الوقت نفسه كانت هذه الوسائط والوسائل نافذة للكثير من المستشارين والمتسلقين لإبراز نشاذهم وترهاتهم وللحقيقة الكثير منهم تم تلميع صورته وتقديمه للمشهد الشعري وهناك حالات كثيرة لا تخفى على أحد.