الثورة _ رنا بدري سلوم:
تشرينٌ وربيعُ الانتصارات يزهر بالشّهادة والولادة، يعيدُ أمجاد الأبطال منذ خمسين عاماً، هذه المرّة تشريننا مخضبٌ بالدّم، مسورٌ بالأمنيات بالشّهداء والدّماء والأغنيات، مسورٌ بمقاومة وإرادة الحياة، أمام وجه الموت الشرس، ووجه العدو الصهيو-أمريكي الأسود الذي يطال بإرهابه الآمنين في بيوتهم في سوريّة ولبنان، عام كامل وهو يقتل الأبرياء في فلسطين الأبيّة, يهجّر أطفالها يمنع عنهم الهواء والغذاء والماء والدّواء.
عام مرّ على طوفان الأقصى بالتزامن مع ذكرى حرب تشرين التحريرية، ولا تزال الزنود السّمر ثابتة، ضاغطة على الزّناد، تراها في الميادين تفترش السّماء وتتجذّر الأرض صامدين لا خيار لنا إما الشّهادة أو النّصر.
عام لم يكتمل بعد, حتى كشّر الوحش الصهيونيّ عن أنيابه لشرب المزيد من دمّ الأبرياء والسعي للتمدّد كما السرطان، لكن خسأ هذا الجبان، رغم محاولاته الهجوميّة العدوانيّة علينا، عليه أن يقرأ التاريخ ليتعلّم من دروسه ويعلّم أنّنا أحفاد الأبطال المقاومين الميامين الشرفاء الذين حاربوا فداء للأرض والعرض ولا يهابون.
وها نحن اليوم نعيد إحياء ذكرى بطولات جيشنا العربي السوري بحرب تشرين التحريريّة التي دمّرت أسطورة جيش العدو الذي قيل عنه آنذاك إنه لا يقهر معتقدين أنه فوق مستوى الإنسان العربي مناعة وتجهيزاً وكفاءة قتاليّة.
وفي هذه الأيام الصعبة والعصيبة التي نترقّب بها رجال المقاومة والأحرار ورجالات دفاعاتنا العسكريّة براً وبحراً وجواً وهم يدكّون الصهاينة ويتصدّون لهجماتهم الصاروخيّة، نقول في ذكرى انتصارات تشرين التحريرية هنيئاً لنا بكل قطرة دماء طاهرة روت هذه الأرض، هنيئاً بالانتصارات التي تقودنا إلى حتميّة تحرير الأرض والإنسان، هنيئاً لنا بكل روح حرّة أبيّة أبت أن تترك قضيّتها جانباً وتصمّ الآذان عن نداءات الوطن، ليبقى صوت الوطن مدوياً على جنبات الكون يؤكد السيادة والاستقلال، فكل عام ورجالات الشّمس هم الإشراق والسّطوع وعلى أيديهم الانتصار المؤزّر.