تشرين التحرير.. بطولات جيش ومآثر عز وفخار

الثورة – حسين صقر:

الانتصار الذي حققه الجيش العربي السوري في حرب تشرين التحريرية عام 1973، جسد إرادة وعزيمة السوريين وقوة الجيش والقوات المسلحة وعظمة ولائهم للوطن واستعدادهم الدائم للتضحية في سبيل عزته وكرامة أبنائه وسيادته.
في ذكرى حرب تشرين التحريرية، “الثورة” تواصلت مع ضباط متقاعدين ومجاهدين قدماء استذكروا تلك الأيام المباركة، والذين أكدوا أن جوهر القرار التاريخي بخوض الحرب جاء لمحو آثار وتداعيات نكسة حزيران عام 1967، وإعادة الحقوق وتحرير الأرض الذي اتخذه القائد المؤسس حافظ الأسد، واستند إلى إرادة السوريين واحتضانهم الجيش العربي السوري الذي سعى منذ تأسيسه إلى امتلاك إرادة القتال واستثمار السلاح والاستبسال في الدفاع عن الوطن.
قاعدة متينة
وقال العقيد المتقاعد حليم بدران: لقد تحقق النصر المؤزر في حرب تشرين، لأنه بني على قاعدة متينة من العقيدة القتالية الوطنية التي تميز بها الجيش منذ تأسيسه عام 1945، وكانت صفحة من صفحات المجد التي يتميز بها سجله العروبي، فكان على الدوام معقد رجاء الأمة للذود عن قضاياها، فحمل راية التصدي للمخطط الغربي الصهيوني لسلخ فلسطين المحتلة وتقديمها للعصابات الصهيونية في أربعينيات القرن الماضي، وشكل بعدها حصناً منيعاً أمام أطماع الصهاينة في التوسع واغتصاب مزيد من الأرض العربية إلى مطلع السبعينيات.
دور ريادي
بدوره قال المقدم المتقاعد نجيب الحسنية: لقد خاض بواسل جيشنا العقائدي البطل حرب تشرين، وحطموا فيها صورة قوات الاحتلال التي ادعت أنها لا تقهر ليستكمل بعدها دوره الريادي على مستوى الأمة، ويقدم الشهداء في لبنان الشقيق في الثمانينيات لإيقاف الاجتياح الإسرائيلي وكان عوناً رئيساً وداعماً حقيقياً للمقاومة الوطنية اللبنانية إلى أن تم تحرير معظم أراضي الجنوب عام 2000 وصولاً إلى هزيمة العدو الإسرائيلي عام 2006، وهو الآن مازال يحارب الإرهاب الظلامي والتكفيري نيابة عن العالم على الأراضي السورية.
ساعة الصفر
واستذكر المجاهد حسن نصر الدين ساعة الصفر حين بدأت على الجبهة السورية باقتحام الجيش العربي السوري من اتجاه الجولان المحتل، فقد بدأ الهجوم في الساعة الثانية من بعد ظهر يوم العاشر من رمضان في السادس من تشرين الأول عام 1973 وانتهت عمليات اليوم الأول بنجاح كبير وتمكنت معظم القوات من عبور الخندق المضاد للدبابات، واستولت على معظم المواقع الأولى المعادية، وجرفت القوات المهاجمة الأعداء أمامها على الجبهتين السورية والمصرية، وحطمت بطولات أبناء القوات المسلحة السورية والمصرية تحصينات العدو الصهيوني على خطي “آلون وبارليف”، وشكلت معركة جبل الشيخ في مرصده ومعركتا “تل السقي وناب” على جبهة الجولان أسطورة الحرب الخاطفة بصورتها الحقيقية.
وأضاف، في اليوم الثاني تابعت التشكيلات العسكرية تقدمها في عمق مواقع العدو الدفاعية وخاضت قواته المتمثلة بالمشاة والمدرعات معارك قوية مظفرة في كفر نفاخ، ترسخت فيما بعد في أدبيات المعارك المظفرة في تاريخ حرب تشرين، فكانت بسالة المقاتلين وولاؤهم لوطنهم أقوى بكثير من الهجوم التصادمي الذي اتبعته دبابات العدو في معاركها، وهكذا نجحت قواتنا بعد ضربة مفاجئة من عبور الخندق المضاد للدبابات في الخشنية واختراق المواقع الدفاعية المعادية.
وذكر كيف استعر لهيب الصدام المباشر في منطقة الدبورة، حيث التحمت دبابات الجيش بدبابات العدو الذي كان يشن الهجوم المعاكس تلو الهجوم ورغم ذلك تمكن رجالنا البواسل من إلحاق خسائر فادحة بالعدو في الأفراد والمعدات.
أروع المعارك
بدوره وصف المساعد أول المتقاعد علي ديبة بقوله: من أروع المعارك التي تحاكي معركة تحرير مرصد جبل الشيخ كانت تحرير تل الفرس، الذي أقام العدو عليه عقب عدوان حزيران 1967 موقعاً دفاعياً ومرصداً حصيناً أشبه بقلعة من الصخور السوداء، وقامت الطائرات العمودية بعملية إنزال جوي على الجانب الشمالي الشرقي لتل الفرس في اليوم الثاني لبدء الحرب ودخل المقاتلون في معركة مباشرة مع مقاومات عنيدة من العدو، وبعد أن طوقت المجموعات التل اندفع مقاتلونا هجمة رجل واحد حتى تم تحرير التل المذكور.
وأضاف: إن معارك مشرفة خاضتها قواتنا المسلحة الباسلة في الأيام التالية من عمر الحرب منها دير العدس وبيت جن وطرنجة وجباتا الخشب ومعارك جبل الشيخ، وصولاً إلى حرب الاستنزاف التي أمر القائد المؤسس حافظ الأسد بشنها في الثالث من آذار عام 1974 ضد العدو الإسرائيلي واستمرت 82 يوماً.
وفي الختام.. إن بذور النصر التي نثرها انتصار حرب تشرين التحريرية في نفوس أبناء الوطن أنبتت على مر السنوات رجالاً ميامين يبذلون أرواحهم رخيصة دفاعاً عن حمى الوطن، كما يتابعون استكمال تحرير ما تبقى من أرض أصابها الإرهاب لمدة ١٣ عاماً، واليوم عيونهم ترنو إلى تحرير جولاننا المحتل من عدو غاصب لم ينجح في وأد الحقوق على طريقته الجاهلية الظالمة.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها