الثورة – علاء الدين محمد:
يأبى شهر تشرين أن يأتي كل عام حتى يوقظ فينا الحنين.. حنين وقوة لاستعادة انتصارات وأمجاد وبطولات جيشنا العربي السوري البطل، إنه شهر لذكرى شهدائنا الأبطال الذين بذلوا دماء زكية دفاعاً عن كرامتنا وكرامة كل مقاوم حر في هذا العالم، يرفض أن تدنس أرضه من قبل أي عدو، فكيف إذا كان كالعدو الصهيوني بعناده وصفاقته الوحشية، إنه يوم ٦ تشرين الأول من عام ١٩٧٣ اليوم الذي خاضت فيه جيوشنا ومقاومتنا الباسلة في سورية والدول العربية المقاومة الشريفة معركة الشرف ضد الكيان الصهيوني، مسطرة أروع صور البطولة والتلاحم، وتكبيد العدو الإسرائيلي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
إنه يوم للقهر وإذلال العدو، وأيام للعزة والكرامة والتضحيات خلدت في التاريخ صوراً حفرت في الوجدان لتلاحم دماء عربية شقيقة ضد عدو صلف.
فما زالت ذكرى معارك تشرين وزغاريد وأهازيج السوريين الذين عبروا بلوحات يعجز أي رسام عن وصفها، عندما خرجوا على أسطحة بيوتهم لرؤية طائراتنا تمخر عباب سماء وطن عزيز وهي تتصدى لطائرات العدو التي كانت تتهاوى تحت تأثير ضربات جيشنا الأبي، فكيف لا نستذكر هذا اليوم وهو يعيد إلى الواجهة تفاصيل عهد الانتصار بأشكال وأساليب مختلفة على جبهات عدة، يقاتل العدو المتغطرس وأعوانه ويلقنهم درساً لن ينسوها، خاصة أننا اليوم نشهد في تشرين الأول أيضاً حروباً تخاض من قبل المقاومين العرب الشرفاء على عدة جبهات لدحر هذا الكيان ذوداً عن الأرض والعرض آملين النصر والسداد من عند الله.
فمن منا لا يتذكر قول وزير الخارجية الأمريكية هنري كسنجر (لقد فعلنا كل ما يمكن فعله كي لا يتمكن العرب من تحقيق الانتصار في حرب تشرين ١٩٧٣).
والآن الزمن يعيد نفسه، أمريكا والغرب الاستعماري تساند الكيان الصهيوني وتدعمه بشتى أنواع الأسلحة لقتل كل من يقف في وجهه، في كل من سورية وفلسطين ولبنان واليمن والعراق، إنه زمن الغطرسة والقوة ولا مكان للضعيف في هذا العالم، رجال الله في الميدان ولا خيار أمامهم إلا مقاومة وإذلال هذا الكيان المتوحش وداعميه.
فمهما طالت الأيام والليالي فالنصر قادم بإذن الله، وأصحاب الأرض أولى بالنصر.. وكل عام ووطننا عزيز حر مصان.