الملحق الثقافي- هنادة الحصري :
يعتبر تشومسكي شخصية مثيرة للجدل، فقد أعدت حوله وعن كتبه وأفكاره عدة أفلام وثائقية كان من بينها «تشومسكي ثائر من تردد» و»قيم مشوهة حرب أمريكا ضد الإرهاب.
صوت متميز في الولايات المتحدة، ومن الأصوات المعارضة للسياسة الخارجية الأمريكية منها غزو أفغانستان غزو العراق الانحياز الكامل لإسرائيل.
يرى تشومسكي أن الإعلام الأمريكي يتبع سياسة تجريم الضحية وتمجيد المعتدي.
نشأ تشومسكي في أسرة تقدس الحرية والعدالة بطابع يساري وانخرط في طفولته في الثقافة اليهودية وتعلم العبرية وتدريجياً تبنى النطرية اليسارية الأناركية التي توصف بالأكثر تطرفاً ضد الاستبداد.
ومن الملاحظ من كتاباته أنه يرى أن الشباب الأمريكي لا يتقبل القمع الذي تمارسه إسرائيل فكانت الاعتصامات والتظاهرات المؤيدة للفلسطينين والمعارضة لإسرائيل بعد عمليات الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينين في غزة .
يعدّ اليهود الغربيون المعارضون لإسرائيل تشومسكي بأنه الأب الروحي لهم إضافة إلى أنه عالم بالمنطق ومؤرخ وناشط سياسي وأستاذ لسانيات وفلسفة.
يعود إليه فضل تأسيس نظرية النحو التوليدي التي تعدّ أهم إسهام في مجال اللسانيات النظرية في القرن العشرين.
اشتهر بنقده لوسائل الإعلام ويصف أراءه بأنها تقليدية أناركية، تعود أصولها لعصر التنوير والليبرالية الكلاسيكية ويعود إليه فضل تأسيس ماأصبح يعرف بتراتب تشومسكي وهي تصنيف للغات الشكلية حسب قدرتها التوليدية .
من أشهر كتبه «قراصنة وأباطرة» الذي غير جذرياً طريقة تفكيرنا بأنفسنا معتبرين أن تأثيره في تاريخ الأفكار يساوي تأثير داروين أوديكارت.
اشتهر تشومسكي بنشاطه السياسي ونقده للتطورات الأخيرة مثل الربيع العربي ويكيليكس وحركة احتلال وول ستريت، ونقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ورأسمالية الدولة ووسائل الإعلام الإخبارية العامة.
أخيراً هذا المفكر المهم والمثقف لم يكن يستطيع أن يلقي أي محاضرة عن الصراع العربي الإسرائيلي إلا في حماية الشرطة، أما الأن فقد تغيرت الأمور بسبب تراجع تأييد الكيان الصهيوني بين الشباب الأمريكي.
العدد 1208 – 8 – 10 -2024