الثورة – ديب علي حسن:
ينطلق اليوم معرض الكتاب السوري الثالث في رحاب مكتبة الأسد، الصرح الثقافي والحضاري والمعماري المميز، وكانت مكتبة الأسد تحتضن لعقود المعرض السنوي العربي للكتاب، وهو من أوائل المعارض العربية وأكثرها أهمية.
ولكن ما جرى خلال عقد من الزمن علينا من حرب عدوانية حال دون الاستمرارية في المعرض كمعرض عربي شامل، وهذا لم يمنع انطلاقته كمعرض للكتاب السوري الذي لم يتوقف أبداً سواء من الهيئات الرسمية أم من دور النشر الخاصة.
هموم
اليوم مع انطلاق المعرض الذي يشكل علامة مضيئة، لابد من القول: إن كتابنا السوري وحسب الواقع يعاني الكثير من القضايا التي يجب أن تعالج ومن قبل تعاون الجميع.
أول هذه الهموم: عدم التوزيع الجيد في الداخل، ولهذا أسبابه الفنية والمالية والحالة الاجتماعية التي نمر بها.
ثانيها: غياب الترويج الفعلي للكتاب، ولاسيما من قبل الإعلام المرئي الذي ذهب إلى اهتمامات أخرى.
ثالثها: ضعف بعض العناوين التي لا تهم القارئ السوري، وغياب الدراسات الاجتماعية التي ترصد وتحلل ما جرى على سورية.
رابعها: نزعة الترجمة على أهميتها، ولاسيما من قبل أساتذة الجامعات وترجمة كتب ليست ضرورة الآن.
خامسها: عزوف الطلاب والجامعات والمدارس عن تجديد مكتباتها، وبالتالي يعني حرمان دور النشر من رصيد مالي يدعمها للاستمرار بالعمل.
سادسها: تركز معظم دور النشر في دمشق، ما يعاني عدم وصول الكتاب إلى المحافظات الأخرى، على الرغم من أنها تشكل خزاناً مهما للقراءة.
سابعها: طغيان نوع محدد من الإبداع على النشر هو الشعر الذي لم يعد يجد المتابعة كما الرواية والنقد.
كان يمكن أن يخصص المعرض في برنامجه حيزاً لمناقشة واقع الكتاب تأليفاً ونشراً وترويجاً إعلامياً.
وأيضاً عدم جدوى المكافأة المالية التي تمنح للمؤلف ما يعني العزوف عن العمل الفكري الحقيقي، ومع هذا كله يشكل المعرض محطة مهمة جداً يجب دعمها والاستمرار بها ورفدها بكل الإمكانات المتاحة، وهذه مسؤولية مؤسسات الدولة والقطاع الخاص أيضاً.