مجلاتنا الثقافية.. مالها وماعليها .. الياسين: منشورات الطفل التي تصدرها الهيئة تحظى بإقبال شديد من القراء
الثورة- تحقيق – عمار النعمة:
قدمت المجلات الثقافية عبر السنين مادة ثقافية وتربوية وجمالية للأطفال فكانت بحق فسحة مهمة من أجل القراءة، والرسم والمشاركة، والتحفيز على الخيال والتفكير والتواصل وتنمية القدرات، وكانت تحظى هذه المجلات بمتابعة كبيرة وبتشجيع من ذويهم ومن معلميهم في المدارس، فهي بلاشك مؤثّر ثقافي تربوي يهيىء للطفل فرص اكتساب خبرات ومهارات عديدة، ولذلك تعدُّ رديفاً حقيقياً للكتاب المدرسي، وجزءاً من العملية التربوية والتعليمية.
اليوم تولي المؤسسات الثقافية المعنية في سورية اهتماماً ملحوظاً في هذا المجال فهي لا تغفل الجهود لكسر بعض الصعوبات، في حين يتحدث البعض عن غياب تلك المجلات على الرغم من وجودها، وأنها لاتقدم رؤية تعليمية تثقيفية تربوية عميقة واستراتيجية ممنهجة، من هنا توجهت صحيفة الثورة إلى أهل الاختصاص للوقوف عند آرائهم فكانت اللقاءات التالية:
( جهود استثنائية )
المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب د.نايف الياسين قال: تولي الهيئة العامة السورية للكتاب من خلال مديرية منشورات الطفل، قدراً كبيراً من العناية بالأعمال الموجهة للأطفال لسبب بدهي يتمثل في أهمية ثقافة الطفل، ورغم الإمكانات الشحيحة وظروف العمل الصعبة، يقوم فريق صغير متفانٍ في خدمة ثقافة الطفل بجهود استثنائية في نشر مجلة «أسامة» التي تربّى عليها أكثر من جيل من السوريين، ومجلة «شامة» الموجهة للأطفال بعمر 4 إلى 8 سنوات، إضافة إلى عدد من السلاسل، مثل «أعلام ومبدعون»، و«أطفال مبدعون»، و«علوم»، و«إبداعات»، و«القصة».
تتوفر منشورات الطفل في جميع منافذ بيع الهيئة العامة السورية للكتاب في مديريات الثقافة والمراكز الثقافية، وفي نافذة البيع المباشر في الهيئة، وأيضاً في المعارض التي تقيمها الهيئة، وتحظى منشورات الطفل التي تصدرها الهيئة بإقبال شديد من جمهور القراء، إذ تنفد الكميات التي نطبعها بسرعة، ومردُّ ذلك العناية الكبيرة التي توليها الهيئة لشكل ومحتوى الأعمال الموجهة للطفل، المؤلفة والمترجمة على حد سواء، والقيم الفنية والأخلاقية والتربوية الرفيعة التي تنشرها، إضافة إلى أسعارها المنخفضة، التي تجعلها في متناول جميع الأسر السورية.
(الجيل الأهمّ في المجتمع)
بدوره مدير منشورات الطفل في الهيئة العامّة السورية للكِتاب ورئيس تحرير مجلّة أسامة، قحطان بيرقدار أكد أن لمنشورات الطفل أهميةٌ كُبرى في أيِّ مجتمع يطمحُ إلى مستقبل مُشرِق لأبنائه، لأنّ هذه المنشورات موجهةٌ إلى الجيل الأهمّ في المجتمع، ألا وهو جيل الأطفال، الذي، إذا أُسِّسَ وبُنيَ على نحو سليم من النواحي كافة المعرفية والأدبية والفنية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية، فإنه سيغدو في المستقبل جيلاً شابّاً قوياً وواعياً يُعتمَدُ عليه في النهوض بالمجتمع وتطوُّره وازدهاره وغِناه.
وقال عضو اتّحاد الكُتّاب العرَب: عملت الهيئةُ العامّة السورية للكِتاب، منذ تأسيسها عام 2006 على إيلاء منشورات الأطفال عنايةً خاصة، ولا سيما في سنوات الحرب الأخيرة، إذ إنّ منشوراتها لم تتوقّف عن الصدور، سواء إلكترونياً أم ورقياً، وشاركت الهيئةُ، وتشاركُ، في معارض الكِتاب المحلّية والعربية، بجناح خاص تُقدِّمُ فيه منشورات الطفل بأسعار مقبولة وبحسم كبير قياساً بأسعار منشورات الطفل في دور النشر الخاصة.
في الهيئة العامّة السورية للكِتاب مديريةٌ خاصة بمنشورات الأطفال، هي (مديرية منشورات الطفل) التي أُديرُها منذ أربع سنوات، والتي تُعنى بالكتاب المُوجّه إلى الطفل من المراحل العمرية كافة، بما فيها مرحلة اليافعين، وعلى اختلاف الموضوعات والأجناس الأدبية، إذ تستقبلُ المديريّةُ على مدار العام مخطوطات مُتنوّعة مُوجّهة إلى الأطفال واليافعين، مُؤلَّفة أو مُترجَمة، في: (الشّعر، القصّة، الرواية، المسرح، السيناريو…)، ويصدر عن المديرية شهريّاً: سلسلة (مكتبة الطفولة) التي تُعنى بتنمية الفكر والخيال والمعرفة عند الطفل، وانفتاحه على ثقافة الحوار وتقبُّل الرأي الآخر، وتكونُ الرسوم المرفقة معها مُعدَّة ليُلوِّنَها الطفل بنفسه، سلسلة (أعلام ومبدعون)، وهي مُوجّهة إلى اليافعين، وتشملُ التعريفَ بالمبدعين السوريّين في مجالات الإبداع كافّة (شِعر، قصة، رواية، مسرح، تمثيل، موسيقا، الفنون عامّة…).
سلسلة (أطفالنا)، وتتضمّن أربعة كُتيّبات صغيرة، هي: أطفالنا/ إبداعات: غالباً ما تتضمّن قصة مترجمة، أطفالنا/ قصة: قصة مُؤلّفة موجهة إلى الأطفال، أطفالنا/ علوم: قصة مبنيّة على مادة علميّة من شتى العلوم، أطفالنا/ أطفال مبدعون: قصة يكتبها طفل، ويرسمها طفل آخر، أو يكتبها ويرسمها طفل واحد، والهدف منها تشجيع الأطفال الموهوبين في الكتابة الإبداعية والرسم.
مجلة أسامة المُوجّهة إلى الأطفال واليافعين من عمر (8) إلى (15) سنة، والتي أترأّسُ تحرَيرها منذ أكثر من ثماني سنوات، مجلة شامة الموجهة إلى الأطفال من عمر (4) إلى (8) سنوات، وتترأس تحريرها الزميلة أريج بوادقجي، عموماً، ثمة صعوبات كثيرة تُواجهُنا في عملنا بسبب الأوضاع الاقتصاديّة الراهنة، ممّا أدّى إلى انخفاض عدد النسخ التي تُطبَعُ من سلاسل المديرية ومجلاتها، ومن المعلوم أنّ الإنتاج الفني والأدبي للأطفال يحتاجُ إلى تمويل كبير وإلى كوادر مختصة، كي يكون إنتاجاً مُؤثّراً ومُحقِّقاً الغاية المرجوة منه، وهي بناءُ جيل من الأطفال واليافعين على أُسُسٍ تربوية وثقافية متينة، ولكنّنا على كل حال، نواصل العمل بما يتيسّرُ لنا من إمكانات، فلا نتوقّف عن العمل مهما ساءت الظروف، وأملُنا كبير بأن تتحسّن الأحوال في وطننا، ممّا يُتيحُ لنا إنتاجاً طفلياً أكبر يصلُ إلى أكبر شريحة ممكنة من الأطفال في أنحاء سورية، بل خارجها أيضاً.
(تعزيز الثقافة )
رئيس تحرير مجلة شامة أريج بوادقجي لفتت إلى أن مجلة «شامة» هي مجلة موجهة للأطفال من عمر 4 إلى 8 سنوات، وهي تصدر عن الهيئة السورية للكتاب، تهدف المجلة إلى تعزيز الثقافة والمعرفة لدى الأطفال من خلال محتوى تعليمي وترفيهي يتناسب مع اهتماماتهم واحتياجاتهم التنموية، وأوضحت بوادقجي إلى أن المميزات الرئيسية لمجلة «شامة» هي :
1- تنوع المحتوى: حيث تقدم المجلة مجموعة متنوعة من المواد مثل القصص، الأشعار، والألعاب التعليمية، مما يعزز التفكير الإبداعي لدى الأطفال.
2- تعزيز القيم: تحتوي على محتوى يركز على قيم مهمة مثل التعاون، الصداقة، والاحترام، مما يساعد في بناء شخصية الطفل.
3- أنشطة تفاعلية: توفر أنشطة يدوية، وألعاباً، وألغازاً تشجع الأطفال على المشاركة والتفاعل، مما يسهم في تطوير مهاراتهم الحركية والمعرفية.
4- فنون وإبداع: تشمل أقسامًا مخصصة للفنون، مما يساعد الأطفال على التعبير عن أنفسهم من خلال الرسم والأشغال اليدوية.
5- محتوى تعليمي: تركز على مواضيع تعليمية متنوعة مثل العلوم واللغة، مما يساهم في تعزيز مهارات القراءة والكتابة.
6- تصميم جذاب: تتميز المجلة بتصميم ملون وجذاب يجذب انتباه الأطفال، مما يجعل القراءة تجربة ممتعة، كما أن الرسوم في غالبها يدوية لتعزيز التذوق الجمالي لدى الطفل، حتى رسوم الديجيتال تخضع لمعايير الجودة الفنية والمحلية، كما تحدثت رئيسة تحرير مجلة شامة عن أهداف المجلة مشيرة أنها تقوم بتحفيز الفضول عند الأطفال واستكشافهم للعالم من حولهم، وتنمية المهارات من خلال دعم مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الأطفال، بالإضافة إلى تعزيز القراءة وذلك بتشجيع الأطفال على حبها وتطوير مهاراتهم اللغوية، أما الفئة المستهدفة فأكدت أن المجلة تستهدف الأطفال من عمر 4 إلى 8 سنوات، مما يجعلها مناسبة للمرحلة الابتدائية وتهيئة الأطفال للتعليم الرسمي، مختتمة بالقول: «شامة» تعد من الأدوات الثقافية، التي تسهم في تشكيل وعي الأطفال وتعزيز حبهم للمعرفة في بيئة مرحة وجذابة.