بفائض وحشية ودموية يتوهم نتنياهو أنه قادر على تفصيل خريطة منطقتنا بمشرط الغلو الإرهابي الإجرامي بما يتوافق مع الميول الصهيونية وأوهام التوسع العدواني فينفث في أجواء المنطقة ألسنة النار ويلوح بخرائط مغايرة للواقع المقاوم للمشروع التلمودي التوسعي الكبير، و يتوهم أنه قادر على فرضه بقوة الحديد والنار والترهيب وبمزيد من الوحشية والتهجير و الاغتيالات الجبانة بعربدة مشهودة يتابعها المجتمع الأممي ويحصي تزايد ضحايا الإرهاب الإسرائيلي على عدادات صناعة الموت ليحفظها في أدراج مساءلة دولية منسية، كما كل القرارات التي طالبت العدو بإنهاء احتلاله ووقف إجرامه ويغض طرف الخنوع والاستكانة للسطوة الصهيو أميركية ويبتلع لسان التجريم والمحاسبة لكيان منفلت من أي ضوابط قانونية وإنسانية، يخرق المواثيق ويجاهر علناً بإرهابه المنظم وتماديه العدواني.
خرائط الدم والنار التي أشهرها مجرم الحرب المدان بجرائم ارتكاب الإبادات الجماعية على منصات المؤسسات الأممية والتفويض الأميركي له بمتابعة فصول الإجرام المتواصل لأكثر من عام في غزة واستطالة امتداداته ليشمل دول المحور المقاوم ومد نتنياهو بكل وسائل الإبادة لا يفضح التواطؤ والانخراط الأميركي الكامل في المجازر المرتكبة لإشباع غريزة الشبق الوحشي لكيان دموي فحسب، لكنه يحشر المجتمع الدولي في خانة الصمت المخزي والمريب وينسف مبادئ لطالما استخدمها الغرب الاستعماري لغزو الدول واستباحة أمن وسلام شعوبها.
يتغافل نتنياهو أن الحقوق التاريخية لن يطمسها هذا الغلو الإجرامي وأن الخرائط التي يرسمها بأقلام الوحشية ويلونها بالدماء ستعرف كيف تثأر لنزيف جراحاتها وأن شرايين الوصل الممتدة على مساحة التجذر بالأرض والثبات على ضفاف الحقوق المشروعة بمقاومة العصف العدواني الإسرائيلي لن يتمكن من قطعها تعرف كيف توجع العدو الغاشم وترسم خطوط خلاصها ولوحة انتصاراتها وتمزق خرائط العدوان، وأن عيون الحق والحقائق التي تقاوم منذ 76 عامًا مخارز تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية بأرضه، والمقاومة اللبنانية التي أحرزت النصر وطردته من جنوب لبنان وجميع عيون المحور المقاوم تبصر نور تحرير الأرض الآتي لامحالة، وترنو لشرق أوسط خال من كيان عنصري دموي عدو للإنسانية ومارق على التاريخ والجغرافيا، فجسد المنطقة سيلفظ أشواك المحتل، والمعارك ستبقى مفتوحة حتى التحرير، وللحق جولات وجولات مهما بغى واستشرس العدو، فإنه لن يطفئ جذوة مقاومته والإصرار على دحره من صدور أصحاب الحق.