فوز المنتخب الأولمبي على الفلبين -وإن لم يكن بالأداء المنتظر- لكنه بداية مشجعة في رحلة التصفيات، غير أن ما يقلق حقاً ليس ما يجري على المستطيل الأخضر، بل ما يحدث خارجه من ضغوط وحملات موجهة تحاول زعزعة ثقة الكادر الفني وتشكيك اللاعبين في خيارات مدربهم، في وقت يحتاج فيه الفريق إلى التماسك أكثر من أي وقت مضى.
النقد ضرورة، ولا غنى عنه لتصويب المسار، لكن النقد شيء، والتشويش شيء آخر، ما نراه اليوم من حملات على منصات التواصل الاجتماعي، ومن دعوات للتدخل في قرارات المدرب وفرض أسماء بعينها، وحتى إقالة الجهاز الفني، لا يضر الكادر الفني وحده، وخصوصاً في هذا التوقيت، بل يزرع الشك في نفوس اللاعبين ويفتح الباب أمام الانقسام، والتصفيات ليست ميداناً لتصفية الحسابات، بل ساحة لإثبات الذات ورفع اسم سوريا عالياً.
اليوم نحن بحاجة إلى أن نضع اسم سوريا فوق كل اعتبار، من حقنا أن ننتقد، وأن نطالب بالأفضل، لكن بوعي ومسؤولية، وبكلمات لا تزيد العبء على اللاعبين ولا التشويش على عمل الجهاز الفني، فالخاسر في النهاية لن يكون المدرب ولا أي لاعب، بل المنتخب ككل وصورة كرة القدم السورية.
رسالتي واضحة: دعوا الكادر يعمل، وليأخذ من النقد ما ينفعه، أما اللاعبون فعليهم أن يعزلوا أنفسهم عن ضجيج المنصات الافتراضية، وأن يضعوا تركيزهم في المستطيل الأخضر فقط.
في النهاية، النجاح مسؤولية نتقاسمها جميعاً، أما الخسارة ـ إن وقعت ـ ستصيبنا جميعاً بلا استثناء.