في محاضرة حول “دور سورية في دعم المقاومة”.. الوزيرة بركات: إننا أصحاب هذه الأرض والحضارة.. الحوراني: سورية دفعت أثماناً غالية لأجل مواقفها
الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
أشارت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات إلى “سياسة التجهيل التي انساق البعض إليها، ورأينا نتائجها ثلاث عشرة سنة من الحرب، وأن أصحاب تلك السياسة لم يصلوا إلى نتيجة”، مؤكدة “أننا أصحاب هذه الأرض والحضارة”.
وقالت الوزيرة بركات في سياق الحوار الذي جرى في أعقاب المحاضرة التي ألقاها مساء أمس رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني بعنوان (دور سورية الكبير في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين)، في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق: “علينا وعلى الشباب الجديد أن يدافعوا عنها بكل ما أوتوا من وعي وفكر وثقافة وقوة”، ونوهت في هذا السياق أنه ليس فقط “القوة التي تكون في المجال العسكري والفكري والتعاطي السياسي والإعلامي”، مؤكدة أنه “يقع علينا متابعة دور سورية الكبير بدعم المقاومة بأشكالها المختلفة وعلى كل المستويات”.
وقد استهل الدكتور الحوراني محاضرته، التي جاءت ضمن فعاليات معرض الكتاب السوري الثالث لعام ٢٠٢٤، بالحديث عن الأسئلة المُغرضة التي يحاول بعض المتخاذلين والجهلة ترويجها كشائعات في اللحظات الفارقة من تاريخ المنطقة، ومنها (هل صحيح أن ثمّة تغييراً في الثوابت والمبادئ الاستراتيجية السورية؟ هل صحيح ما يشاع عن تخلي سورية وإيران عن فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرهما من دول المحور؟)، مؤكداً خبث غاياتها وأنها تهدف إلى إقناع المجتمع بقبول التطبيع بعد إيهامها بتلك الإشاعات.
ثم تناول الدكتور الحوراني بالأمثلة والسياق التاريخي الحضور السوري في مقاومة الكيان الصهيوني ودعم قوى المقاومة في فلسطين المحتلة ولبنان، كأساس داعم وممول أثبته التاريخ وأكّدته الجغرافيا، وكنهج ثابت من ثوابت الدولة السورية في تاريخها الحديث والمعاصر، مستذكراً مراكز التدريب التي انتشرت على الجغرافيا السورية كلها من أجل تدريب المقاتلين والفدائيين لمقاومة المشروع الصهيوني، والأفواج التي تم تشكيلها من المتطوعين السوريين والعراقيين وبعض العرب من أجل أن تدخل لاحقاً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعني الدور البارز لسورية في تأسيس الفصائل والحركات المقاومة التي كان معظمها في نهاية الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.
وتطرّق الدكتور الحوراني إلى تفاصيل الدعم السوري الكبير لحركات المقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله منذ تأسيسه، مستشهداً بتصريحات عديدة من الحزب ومن السيد الشهيد حسن نصر الله، كما شدّد على أن التزام سورية بالموقف المركزي لمحور المقاوم الذي يعدّ القضية الفلسطينية ثابتاً من ثوابتها السياسية، ولا يحتمل الشك والتأويل، كما تحدّث عن معركة “سرايا القدس” وما بعدها، وعن سلسلة الاغتيالات للشخصيات المقاومة في سورية ومنها جهاد عماد مغنية ورفاقه، وسمير قنطار وغيرهم.
وفي نهاية اللقاء، أكد الدكتور الحوراني أن سورية كانت وما زالت قلب العروبة النابض، وقد دفعت أثماناً غالية لأجل مواقفها في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية، إيماناً منها بأن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وإفشال المخططات التفتيتية والطائفية التي يشتغل عليها العدو لضرب دولنا وإضعاف نهجنا المقاوم تمهيداً لاحتلال مزيد من الأراضي وتصفية المزيد من المقاومين.
في الختام فتح الأديب والإعلامي توفيق أحمد نائب رئيس الاتحاد، الذي قدّم الجلسة، باب الحوار وطرح الأسئلة والآراء من مختلف المفكّرين والمثقفين والمعنيين الذين أغنوا اللقاء بمداخلاتهم.