د. جورج جبور:
أمضيت وقتاً سعيداً جداً في معرض الكتاب. شاءت ظروف اختصار الساعات الثلاث المبرمجة إلى 100 دقيقة.
بدأت الجولة بمعروضات هيئة الكتاب. عناوين كتبها جذابة وأثمانها متواضعة. خجلت من نفسي لأنني شعرت بأنه كان علي أن أطلع على كثير منها ولم أفعل. أذكر أن لي خبرة طويلة مع شؤون نشر الكتب في وزارة الثقافة.
لدي رسالة مؤرخة أوائل السبعينات تكلفني فيها الوزارة بتأليف كتاب عن قضية فلسطين. لم أقم بما كلفت به فقد كان يشغلني مسعى إنشاء مؤسسة لدراسات الاستعمار الاستيطاني. كثيراً ما طالبت القيمين على شؤون الكتاب في الوزارة ببذل مزيد من الجهد للتعريف بما تنشر. تذكرت المطالبة القديمة وأنا أمر سريعاً على العناوين المغرية.
دعاني إلى الجلوس قربه في الجولة مؤلف صديق أعود بين وقت وآخر إلى عمل له. هو رافع الساعدي مجدد مجد “مفكرة فلسطين”، ذات الأصل الثابت الذي أرساه في الناس الشاعر الألمعي المتمرد يوسف الخطيب رحمه الله. لم تختتم الزيارة إلى جناح اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين إلا بتدوين شهادة في سجل، والتقاط صورة.
دار الفكر. من ينسى دار الفكر ودورها في تغذية الثقافة العربية عامة ؟ أذكر لعميدها أ. عدنان سالم رحمه الله أنه كان الناشر الوحيد بين دور النشر الخاصة الذي طلب أن أزوده بكتابات لي يقوم هو بنشرها.
زودته بكتابات عن حقوق المؤلف. نشرها بإخراج أنيق. اتبعها بكلمات منه ذكر فيها أن محاضرتي عن الموضوع عام 1974 كانت الأولى في سورية. رحب بي القيم على جناح الدار. ذكرته بأنني أفتقد كراس جيب عنوانه “العربية وحرب اللغات” نشرته الدار عام 2008 بألوف النسخ ووزعته مجاناً.
أفتقد نسخا منه الآن في وقت تخوض فيه سورية الرسمية مع اليونسكو تبادل آراء بشأن حق سورية في أن يعزى إليها أن منها انطلقت فكرة “يوم اللغة العربية”. كراس دار المعرفة ذو قيمة حضارية كبرى. لماذا؟ في الأرجح هو أول عمل مطبوع في العالم كله، يظهر فيه تعبير “يوم اللغة العربية”.
اختم وتبقى علي شهادات أؤدبها عن زيارات أجنحة أخرى منها دار القلم ودار المعرفة ومؤسسة وثيقة وطن.