السجائر الإلكترونية «الفيب» ظاهرة تنتشر في المدارس.. دور متباين للأهل.. والتربية تكافح

الثورة- تحقيق – نيفين أحمد:
(ماما ماما صديقي في المدرسة يدخن «الفيب») بهذه الكلمات أقبل عليها ابنها عند عودته من مدرسته مندهشاً من المنظر الذي شاهده قائلاً لها إن كثيراً من أصدقائه يدخنونها في الحمامات وقت الفرصة..
ما تقدم كان دافعاً لنا للمعرفة أكثر من خلال البحث والتقصي عن ذلك الموضوع، فقد لوحظ في الآونة الأخيرة تداول السجائر الإلكترونية وخاصة بين بعض طلاب المدارس، وأكده عدد من أصدقاء أبنائنا، وقد أصبح العديد من الطلاب مهووسين بها ويقبلون عليها وخاصة لنكهاتها بطعم الفاكهة، ولعل الكارثة الكبرى أنهم متوهمون بأنها أخف ضرراً من السيجارة العادية.
ولكن الطامة الكبرى هي اعتياد الطلاب إخفاء التدخين عن أسرهم، وهذا يؤدي إلى حالة الاعتياد وذلك بإخفاء أشياء أخرى وسلوكيات لا أخلاقية قد يمارسونها فيما بعد فضلاً عن أنها ربما تكون بداية الإدمان.
أصدقاء السوء
تقول إحدى المعلمات في إحدى المدارس بريف دمشق: منظر يعتصر له القلب حينما نشاهد شباباً بعمر الزهور، وهم ينفثون الدخان من السيجارة الإلكترونية بحرفية عالية وبشراهة منقطعة النظير وبرفقة مجموعة من الأصدقاء، ففي حال رؤيتي لأحد تلك المظاهر أقوم بالعقوبة الشديدة طبعاً مع إخبار الأهل فوراً، لكن للأسف فبعض الأهل يعتبرها غير مؤذية ويسمحون بها.
تكرار الطلب
وتذكر معلمة أخرى، أن هناك من أبنائنا الطلبة لا يتوانون عن طلب الذهاب إلى دورة المياه عدة مرات خلال فترة الدوام اليومي لتدخين السيجارة الإلكترونية خلسة فهم اعتادوا أن يستخدموها في كل الأوقات وخصوصاً فترة الخروج للتنزه نهاية الأسبوع مع الأصدقاء في فترة الدراسة التي تمتد لساعات هروباً من الضغط والجو الدراسي للترفيه عن النفس وتقليل الضغط والتوتر.
يقول صاحب أحد محال بيع السجائر الإلكترونية: يرتاد المحل حالات كثيرة من شباب وشابات بعمر الورود، ما أثار فضولي سؤال أحدهم لا يتجاوز عمره الـ11 عاماً عن النكهات والطعمات وعن أسعارها وعاد بعد يوم واحد ليشتري منها من مصروفه الخاص.
تقول رهف طالبة جامعية: حين كنت في أحد المطاعم أنا وصديقاتي لحظنا مجموعة طلاب داخل المطعم وكانت السيجارة الإلكترونية تتنقل بين أفواه وأيدي المجموعة المتواجدين في زاوية المكان وهم لا يزالون يرتدون زيهم المدرسي، ما أثار فضولي لسؤالهم عن سبب هذا السلوك ذلك، فما كان منهم إلا أن ضحكوا وردوا بقولهم الهدف هو التجربة لأن صديقاً لهم يمتلك السيجارة ذات النكهات اللذيذة وهم لا يملكون مثلها.
أمامي أفضل
لعل المؤسف في هذا السياق أن بعض الأهالي يسمحون لأبنائهم بالتدخين من باب المزاح، ويشترونها لهم هذه السيجارة «تحت ستار قدام عيوني أحسن من وراء ظهري» دون إدراك بأن هذا التصرف يؤدي إلى التعود والإدمان خصوصاً عند الشعور بالتوتر والضغط لتكون وسيلته للتكيف مع هذه المشاعر.
حدثنا أحد الآباء المدخنين هو وزوجته بأنه فضل تأمين سيجارة إلكترونية لابنه المراهق لإبعاده عن السيجارة التقليدية متذرعاً أنها غير ضارة بالمطلق، وأنها مجرد نكهة وبخار وليس دخاناً ونيكوتين يستنشقه المراهق دون ضرر.
فيما تذكر إحدى الأمهات أنها تخاف على أولادها من أن يتعلموا هذه العادة السيئة والخطيرة، مع حرصها الشديد على توعيتهم وتحذيرهم من مخاطرها خاصة أن كثيراً من الطلاب يمارسونها سراً بعيداً عن أعين الأهل أو المعلمين، فهذه السجائر الإلكترونية سهلت لهم ممارستها في المدارس أو أي مكان آخر، والمشكلة الكبرى هي تقليد الطلبة بعضهم بعضاً في مثل هذه العادات السيئة ما يجعلنا في حالة خوف من انزلاق أبنائنا إلى هذه العادة.
عيون الإدارة
وأضافت: علمت من ابني أن إدارة المدرسة تفتش حقائب الطلبة بين الحين والآخر للتأكد من عدم حملهم «السجائر الإلكترونية» وهذا شيء جعلني أشعر بالراحة والاطمئنان.
أيضا تقول والدة طالبة أخرى خلال تواجدنا في إحدى المدارس: «لفتنا رغبة الكثير من الطلاب في التدخين من باب التقليد أو الفضول لمعرفة المتعة التي يحصل عليها زملاؤهم المدخنون وأحياناً لإثبات أنهم لا يقلّون جرأة عنهم لكنهم لا يتمكنون من ذلك لأنهم لا يستطيعون حمل علبة السجائر داخل الحقيبة المدرسية لذلك فإن السجائر الإلكترونية تعتبر حلاً مثالياً لهم.
ونوهت بأن التدخين في المدرسة ليس وليد اليوم، فبعض الطلبة من الذكور أو الإناث يدخنون قبل جائحة «كوفيد-19» عبر استخدام السجائر الإلكترونية وتمنت تشديد الرقابة على الطلبة وتفتيشهم جيداً عند دخول الحمامات لمنع انتشار التدخين بين الطلبة.
رقابة أولياء الأمور
من الجانب النفسي حدثتنا الاختصاصية بعلم النفس شيرين شاهين بداية هذه الموضوع انتشر كثيراً في الفترة السابقة وخاصة خلال أوقات المدرسة، وهنا يجب على أولياء الأمور ممارسة الرقابة على أنفسهم أولاً وعلى أبنائهم ثانياً لأنهم القدوة والملهم الأول لهم، فلا بد أن تكون الرقابة في البيت والمدرسة بأعلى مستوياتها جنباً إلى جنب مع التوعية.
وعن كيفية التعامل مع الأولاد بهذه السن لتجنيبهم هذه العادة السيئة تقول شاهين يجب أن تكون العقوبة مغلظة سواء من قبل المدرسة والأهل على التجاوزات التي يقوم بها أبناؤهم، وأن تكون العقوبة الكبيرة يجب أن تكون على المحال التجارية التي تقوم بعملية بيع هذه الفئة العمرية الحرجة منتجات وسلع الدخان.
وأشارت الاختصاصية شاهين إلى ضرورة نشر حملات التوعية والمحاضرات للأهالي والطلاب في المدارس فيما يتعلق بهذه المواد وخطورتها ومشكلاتها على الصحة والتواصل بين المدرسة والأسرة لضبط هذا الأمر.
تجربة تتحول لإدمان
ولمعرفة المخاطر من الناحية الطبية أفاد أحد الأطباء حول مخاطر التدخين ومساوئه على الصحة العامة للجسم، فهي تؤذي الرئتين بشكل كبير، وخاصة للطلاب في عمر الدراسة وممن يعانون من الربو، إضافة إلى أمراض تنفسية حادة وأمراض القلب هذا غير الإدمان الذي يتحول من تجربة إلى حالة إدمان.
ونوه بضرورة مساعدة أبنائنا الإقلاع عن هذه العادة بالتدريج واللجوء إلى الثواب والعقاب لتفادي الخسائر الكبيرة التي ستنتج عن هذا العادة السيئة.. داعياً إدارات المدارس إلى اتخاذ قرارات حاسمة لمنع انتشار التدخين بين جدرانها تتضمن تكليف المشرفين في المدرسة مراقبة سلوكيات الطلبة ووضع أجهزة استشعار للدخان في الحمامات.
ختاماً.. أدت سهولة توافر السجائر الإلكترونية ورخص سعرها ونكهاتها المختلفة والاعتقاد بأنها أكثر أماناً من السجائر العادية في انتشارها بين أوساط طلبة مدارس ما يثير قلق أولياء الأمور وخاصة في ظل ما يمكن أن يوصف بالشعبية الواسعة للتدخين الإلكتروني بين المراهقين.. نأمل التشديد في الرقابة وتكثيف حملات توعية للطلاب في المدارس.

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها