حيـــن يكـــون المخـــاض بيـــن معابـــر المـــوت

غصون سليمان
بين كل لحظة وأخرى كان شبح الموت يخيم على المعابر والدروب، ما بين الجغرافية الواحدة، بعدما فرّ الآمنون من سوريين ولبنانيين من منازلهم في بيروت والضاحية والبقاع ومعظم الأراضي اللبنانية، حيث الوجع واحد لأبناء الدم ولغة الضاد..
فما هي حكايات المعابر، وما قصة السيدة خولة الحامل بطفلها الرابع، إلى جانب أطفالها الثلاثة الصغار، التي فرت من القصف الوحشي للكيان الإسرائيلي على لبنان إلى سورية، وبينما كانت في طريقها إلى معبر جديدة يابوس الحدودي في ريف دمشق، بدأت تشعر بألم شديد ما جعلها تشعر بالذعر عندما أدركت أنها على وشك الولادة، عبرت الحدود لكنها لم تستطع الذهاب إلى أبعد من ذلك.
طلبت المساعدة من فريق تابع لجمعية تنظيم الأسرة السورية، أحد الشركاء المنفذين لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الذين يعملون حالياً على تقديم الرعاية الطبية للقادمين الجدد في مركز صحي حكومي على الحدود في جديدة يابوس، وكان لديهم المهارات والإمدادات الطبية والمعدات لمساعدة السيدة خولة على الولادة بأمان تجاوزاً لفناء مضطرب بالموت.
«شعرت هذه السيدة بمصير مجهول.. كان الخوف والضغط هائلين، وخشيت أن تلد مبكراً مع تزايد إحساسها أن كل خطوة تشكل خطراً على صحة طفلها».
تقول خولة «جاءني المخاض على الحدود وأنا محاطة بعائلات نازحة تشاركني نفس الألم والخوف، لكن عندما سمعت بكاء ابنتي، توقف كل شيء حين شعرت بدفئها، وذابت كل مخاوفي من داخلي وإن كان لفترة مؤقتة، هي لحظات من عمر الزمن القاسي شعرت فيه وأنا المهجرة مرتين بأنني أقوى من أي وقت مضى.»
على أمل
أطلقت خولة على ابنتها المولودة حديثاً اسم أمل.. بعد ذلك تم نقلها وطفلتها بواسطة سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر العربي السوري إلى مستشفى في دمشق، لتضمن جمعية تنظيم الأسرة السورية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان حصولهما على الرعاية الطبية اللازمة والاختبارات والتطعيمات، كما رتب الفريق الأوراق اللازمة للحصول على شهادة ميلاد أمل، وهي وثيقة حيوية ستسمح لخولة وعائلتها بالعودة إلى منزلهم في منبج بريف حلب.
ما تقدم هو جزء من واقع مرير وظروف صعبة لا قياس لها في لغة حقوق الإنسان الذي من المفترض أن تصونه مبادئ الأمم المتحدة والقرارات الدولية في هذا الشأن، لكن الثابت هو انتهاك كل القيم والمعايير والأخلاق من قبل عتاة العصر، الدول الغربية المتجبرة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية الداعم بلا حدود للكيان الإسرائيلي والشريك الأكبر في تنفيذ الإبادة الجماعية للشعبين الفلسطيني واللبناني والسوري وشعوب المنطقة في محور المقاومة، فمفهوم الإنسانية الغائبة يعكس الوجوه السوداء والقلوب الحاقدة التي ادعت يوماً أنها متقدمة.

آخر الأخبار
تعاف جديد للقطاع الصحي بانطلاق تأهيل مستشفى معرة النعمان الوطني اجتماع تنسيقي لوضع اللمسات الأخيرة على المركز الوطني لمكافحة الألغام في سوريا جسور سوريا .. دمرها النظام المخلوع والفرنسيون سيؤهلونها  37 جسراً بأيدي " ماتيير " الفرنسية  الإرث الثقافي السوري العالمي يحتل ريادة  الحضارات إعادة رسم خريطة الإدارة المالية... قانون جديد قيد التشكل سمفونية رائعة الألحان.. سوريا من أغنى الدول بتداخل ثقافاتها تكريم رواد "الوفاء لحلب".. تكافل شعبي يعيد الحياة للمدينة محولة كهربائية جديدة لمركز العريضة في جبلة بسعة 2000 ك.ف.أ ملف العهد الشخصية على طاولة "المالية" و"الرقابة"… والحل قيد الإقرار تصريحات المعنيين .. ورواتب السوريين! تعافي حلب الاقتصادي يتسارع.. تعاون جديد بين غرفة التجارة وولاية مرعش الشيباني يبحث مع مبعوثة المملكة المتحدة تعزيز العمل المشترك دعم لليرة ... " المركزي" يلزم المصارف بإعادة مبالغ التأمين بالليرة السورية انحباس الأمطار يحرم فلاحي حلب من استثمار أراضيهم الجفاف يضرب سوريا .. نداء وطني لإنقاذ الزراعة والأمن الغذائي حملة  للتبرع ب 100 وحدة  دم أسبوعياً في حمص   "دقة الموجات فوق الصوتية في الحمل" بحلب  وحضور طبي كبير الهندسة الاجتماعية .. فن اختراق العقول بدل الأجهزة " نقل " حلب تعود بعد تأهيلها وشروط محددة  لمنح تراخيص العمل  تجربة يعيشونها لأول مرة ..  رابطة الجالية السورية في فرنسا تنتخب مجلس إدارتها