أيامٌ قليلة، وتعود الحياة لملاعبنا الكروية، ويعود معها ضجيجها، بانطلاق موسم كروي جديد، من دوري المحترفين، في نسخته الرابعة والخمسين،
ولعل ما يؤرق كوادر الأندية، من لاعبين ومدربين وإداريين، عدم جاهزية أغلب ملاعبنا وسوء أرضيتها، وعدم توافر أقل مقومات ما يقال عنه دوري المحترفين، لكن ما يؤرق الشغوف لتطور كرتنا وانعكاس ذلك على منتخباتنا الوطنية، أن أنديتنا للأسف، مازالت تتعاقد مع لاعبيها لموسم واحد فقط؟! وهذا ما لم نشهد له مثيلاً في كل دوريات الكروية، عربياً وإقليمياً وعالمياً، إلا إن كان اللاعب قد تخطى الثلاثين من عمره، وبات على أبواب الاعتزال، وهذا الأمر قد نبهنا عليه، لأنه يفقد الاستقرار لهذه الأندية، وبالتالي غياب التطور وغياب الانتماء الذي بات مرهوناً بمن يدفع أكثر كل موسم.
وفي نظرة على استعدادات أنديتنا، لهذا الاستحاق المحلي، نجد تبايناً كبيراً، كما اعتدنا، بسبب قلة الإمكانيات المادية وابتعاد الداعمين، وتبدو أندية الوحدة وحطين وأهلي حلب والكرامة والوثبة، بصورة أفضل من غيرها، كما يبدو سعي زعيم الأندية الجيش، جاداً للعودة للبطولات، بعد تعاقده مع المدرب ماهر بحري، صاحب الإنجازات المحلية، على حين مازالت أحوال باقي الأندية غير مستقرة، لاسيما البطل الفتوة الذي ينتظره استحقاق خارجي آسيوي، يبدو أنه غير جاهز له بعد خسارته لأبرز نجومه.
موسم جديد، يُنتظر فيه تتويج بطل جديد، في ظل الظروف التي يمر فيها حامل اللقب، والصعوبة الكبيرة التي تنتظره للحفاظ عليه، ونأمل أن تُحل مشكلة النقل التلفزيوني قبل بدء الموسم، لا أن يُغيّب دورينا عن جمهورنا الرياضي، وأن ننتهي من معضلة سوء التعليق على مبارياته، بفسح المجال أمام المواهب الشابة، وما أكثرها، كما هو الحال بالتعليق في الدوري السلوي، لا أن نظل رهناء لمعلقين يضطر المشاهد لخفض الصوت كي يستطيع متابعة المباريات
التالي