الإبداع وخبرة الحياة

 

الثورة – رشا سلوم:

من المعروف أن الإبداع هو نبض الحياة وجمالها لأنه ابنها ولأنه دمها ونسغها الأجمل الذي يعبر عنها.
ومنذ أن كان الإبداع كانت رسالته التي هي تزيين الحياة وتجميلها بعد نقل معاناة الناس ومن ثم العمل على معالجتها وهذا ما نجده في الأدب الخالد عند كل الكتاب والمبدعين في العالم كله.
وأي لون من ألوان الإبداع لا يغمس حبره في الحياة هو إبداع بلا جذور.
من هنا يتأتى على الكاتب أن يعيش الحياة كما فعل نجيب محفوظ وحنا مينة وغيرهم كثيرون.
الناقد جودت هوشيار يتوقف عند هذه الظاهرة في الأدب الروسي ويكتب:
على الكاتب أن يعمل في مهنة أخرى إلى جانب ممارسة الكتابة الأدبية، من أجل معرفة الحياة على نحو أعمق وأوسع، حيث إن العمل في مهنة أخرى يوسع أفق تفكير الكاتب، ويرى الحياة من جوانب عديدة.


إن معظم الكتّاب في أوروبا وأميركا عملوا في مهن كثيرة قبل أن يكرسوا بقية حياتهم للكتابة الأدبية.
ويقول فيكتور شكلوفسكي (1984-1893)، رائد النظرية الشكلانية في الأدب في كتابه “تقنيات المهارة الأدبية” الصادر في موسكو عام 1927، إنه “لا بد للكاتب أن يعمل في مهنة أخرى ليعرف الحياة، ويصف ما حوله بطريقته الخاصة، التي تختلف عن طريقة الكاتب الذي لم يمارس أية مهنة أخرى”.
حقاً إن من يكتفي بمخالطة أمثاله من الأدباء ومناقشة شؤون الأدب معهم، لا يمكن أن ينتج أدباً حقيقياً، التجارب الحياتية، بما فيها من معاناة وآلام، وإحباط، أو لحظات سعادة غامرة مهمة للكاتب القصصي أو الروائي، ولا تقل أهمية عن الموهبة الفطرية، أو القدرة على التخيّل، أوالتفرغ للعمل الدؤوب بكل تركيز، فالخيال في القصة والرواية، إنما يتغذى ابدأً من الحقيقة.
لم يكن بمقدور ليف تولستوي أن يكتب رواية “الحرب والسلام” لولا أنه كان في شبابه ضابط مدفعية.
الكاتب الروسي اسحاق بابل (1894 – 1940 ) وهو أحد أساتذة فن القصة القصيرة في العالم، كان في الثانية والعشرين من عمره في نوفمبر عام 1916عندما نشر قصتين قصيرتين في مجلة (ليتوبيس) التي كان يصدرها مكسيم غوركي في بطرسبورغ, ولكن غوركي رفض نشر أي قصة أخرى لبابل قائلاً: “يا سيدي إنك لا تعرف الحياة. اذهب واعمل في أي مهنة أخرى”. وبعد أن تكتسب تجارب وخبرات حياتية كافية يمكنك أن تواصل الكتابة”.
وبعد سبع سنوات من العمل في مهن مختلفة، وعمله مراسلاً حربياً في جبهات القتال في الحرب الأهلية الروسية (1918- 1921) عاد بابل ليفاجأ الساحة الأدبية برائعته “الفرسان الحمر”.
من لم يختبر الحياة بحلوها ومرها لن ينتج أدباً حقيقياً.
وفي القراءة الأولية لحال الإبداع الذي غدا بلا لون ولا طعم كما بعضه هذه الأيام يمكن أن نجد السبب الأساس في أن من كتبه لم يعرف معنى الحياة وجاء إبداعه تهويمات لا معنى لها تلاشت مع أول هبة ريح.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى