الملحق الثقافي- عبد الكريم العفيدلي:
إن أمية الإعلام لدى المراهقين جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لانتشار الشائعات وخصوصًا في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة، هذه الشائعات بغياب الوعي والتثقيف الإعلامي تمس الأمن القومي وتسهم في زعزعة الثقة بمؤسسات الدولة وخصوصاً أن هذه المواقع والمنصات لارقيب ولاحسيب ولا قوانين ناظمة لعملها.
أنا لايهمني فنانة تعرض جسدها بالمنتجعات الفارهة أو الشواطىء لتحصد آلاف المشاهدات والإعجابات، ولا يهمني من اعتقد بنفسه أنه صاحب موهبة وبدأ يصدّر الغث من خلال هذه المواقع محاولاً -عبثاً -حجز مقعد له بين المثقفين .. يهمني فقط كيف السبيل لتحصين المجتمع من هذا السعار الذي يستهدف العقول وضرب الشعور القومي من خلال ارتفاع منسوب الطائفية المقيتة بوقت نحن بأمس الحاجة به للحمة الوطنية، مئات الصفحات مجهولة المصدر تضخ سمومها باللحظة وهذه الصفحات لايمكن الاستهانة بها والتقليل من شأنها فهي قادرة على التمدد والتوالد بشكل مرعب، مجرد أن تنشر إحدى الصفحات شائعة ما تجدها انتشرت كالنار بالهشيم بظرف دقائق ولايوجد قانون رادع ولا أخلاقيات مهنة، ومن يدفع الثمن هو الوطن.
بظل هذا الضخ من التضليل والكذب يجد المرء نفسه جاهداً يبحث عن حقيقة الأخبار المنشورة، وغالباً نحن عاطفيون تنقصنا الفطنة وقدرة الفرز بين ماهو حقيقي وماهو كاذب، وهذه المواقع اليوم تتسيد المشهد ولديها قدرة فائقة لتوجيه الرأي العام وذلك لسرعة وصولها فلم نعد بحاجة إلى الجريدة أو الإذاعة أو التلفاز من وسائل الإعلام التقليدية، آلاف المنصات والصفحات باتت تنقل منها بعض الفضائيات المأجورة المعروفة بمشاريعها الخبيثة، مسقطة كل أخلاقيات الإعلام وضوابط العمل الإعلامي.
إن الشائعات ونقل الأخبار الزائفة ليست بالجديدة، لكن خطورتها الآن تكمن من سرعة وصولها من خلال هذه المواقع فلذلك يجب التنبه وتشديد الرقابة ووضع قوانين صارمة تهدف لتحصين المجتمع وحماية الوطن من هذه الرياح الطائفية المقيتة التي باتت تعصف بالمنطقة وتهدد وجودنا كشعوب والمستفيد منها بلا شك هو العدو الصهيوني الذي يعمل جاهداً لتقسيم المقسم ليعطي لنفسه مبررًا بإفراغ فلسطين التاريخية من أهلها ويحقق حلمه بإقامة الوطن اليهودي المزعوم، وهنا تكمن خطورة هذه المواقع كمعول خطير يمزق النسيج الاجتماعي، فلابد من زيادة الوعي الإعلامي ووضع آلية رقابية.
العدد 1210 – 22 – 10 -2024