ميساء العجي
يعد تعليم اللغات الأجنبية في المدارس له أهمية كبيرة، تتجاوزمجرد اكتساب المهارات اللغوية لتصبح استثماراً مهماً في مستقبل الطلاب، وتعزز من قدراتهم على التفاعل مع العالم من حولهم وفتح الأبواب لفهم ثقافات مختلفة، ما يساعدهم على تطويررؤى أوسع عن العالم و يعزز من مهارات التفكير النقدي والتحليلي.
فيستطيع الطلاب التحدث بلغات متعددة تساعدهم على التواصل بشكّل فعّال مع الآخرين، سواء في محيطهم المحلي أم العالمي كذلك في سوق العمل اليوم، ولا ننكر أن إتقان أكثرمن لغة هو ميزة تنافسية، مما يزيد من فرص الحصول على وظائف أفضل.
أكثر من سبعين عاماً
«الثورة» التقت الموجهة الأولى لمادة اللغة الفرنسية في وزارة التربية منى زين الدين، والتي بينت أن تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية بدأ منذ أكثر من 70 عاماً في سورية، وتمّ مؤخراً إدخال اللغة الروسية.
وأوضحت أنه يقوم الطالب باختيار اللغة الأجنبية الثانية (الروسية أو الفرنسية) اعتباراً من الصف السابع، مبينة أن منهاج اللغة الفرنسية المطور يهدف إلى تنمية مهارات التعلم الذاتي وتنمية الاتجاهات الإيجابية واكتساب مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي الفعّال والعمل ضمن فريق.
قياس المهارات
كما يعتمد منهاج اللغة الفرنسية على منهجية واستراتيجيات التعلم التفاعلي (طرائق التعلم النشطة) التي ترتكز على محورية دور المتعلم في العملية التعليمية وعلى مراعاة أنماط التعلم المختلفة لديه، ويسعى إلى تطبيق أنشطة الكتاب المتنوعة وإلى تفعيل مجموعة من المهارات (الشفوية والكتابية) وتفعيل مهارات التفكير لدى المتعلمين.
أما بالنسبة لطرائق التقويم تذكر الموجهة زين الدين أنه تمّ تطويرها لتقيس المهارات الشفوية والكتابية لدى المتعلم بطريقة بنائية تتيح المجال للتعرف على تطوره خلال العام الدراسي، إضافة إلى تصميم ونشر دليل التقويم الخاص بمادة اللغة الفرنسية وتمّ تدريب المعلمين عليه منذ العام 2013.
خطّة تدريب
تقول زين الدين: بدأ مكتب التوجيه الأول بخطّة تدريب على المنهاج وطرائق التقويم، وتمّ تدريب فريق وطني، مؤلف من مدربين من جميع المحافظات، ومركزياً من قبل التوجيه الأول، وبدورهم يقوم المدربون بتدريب مدرسي اللغة الفرنسية في المحافظات، ويقوم مكتب التوجيه الاختصاصي على رصد الاحتياجات التدريبية في الميدان لوضع خطط سنوية.
وتمّ تنفيذ مهرجانات للغة الفرنسية عبّر فيها الطلاب عن تعلمهم بطرق مختلفة، ومنها مهرجان أجمل مشهد مسرحي 2016، ومهرجان سورية في عيون طلابها 2017، ومهرجان فسيفساء سورية 2018 شاركت فيه كلّ المحافظات، وكرّمت الأعمال الفائزة على مستوى القطر.
وتبين زين الدين أن هذه المهرجانات توقفت بسبب جائحة كورونا والزلزال والأزمة بشكّل عام.
مهرجان شباب الحياة
وتوضح زين الدين بالقول: يعمل مكتب التوجيه الأول هذا العام على إطلاق مهرجان شباب الحياة يتضمن أعمالاً مسرحية – وأفلاماً قصيرة – وعروضاً تقديمية – وغناء، كما يعمل على المسودة لمقترح إدخال اللغة الأجنبية الثانية في المرحلة الابتدائية وعلى تفعيل الاختبارات الشفوية في جميع الصفوف بشكلها الأمثل.
معوقات تعليم اللغة
تشير زين الدين أن اللغة الفرنسية مثل جميع المواد التي تأثرت ببعض المناطق في سورية بسبب الأزمة التي مرّت علينا، فكان هناك استقالات من التعليم، أو سفر، أو توجه الخرجين إلى التعليم الخاص بسبب الدخل المتدني في القطاع العام قياساً بمتطلبات المعيشة، وتباين واختلاف في الواقع التربوي بين المحافظات، على سبيل المثال فائض بالمدرسين في بعض المحافظات وشواغر في المحافظات المتأثرة بالأزمة في سورية مثل الرقة ودير الزور، وأحياناً ضعف مستوى الخريجين من التعليم العالي ونقص المعلومات، والمهارات العلمية والتطبيقية والتكنولوجية اللازمة لضمان تطبيق جيد للمناهج، واكتظاظ عدد الطلاب في الصفوف، وثقافة العلامة في القبول الجامعي التي تعتمد على الدرجة فقط، وكذلك تسرب عدد كبير من الطلاب إلى جانب الفاقد التعليمي وغيره.
ولفتت إلى أنه بالرغم من هذه الظروف وبعد تحليل نتائج الطلاب يحقق الطلاب في جميع الصفوف نسبة نجاح عالية بمادة اللغة الفرنسية وتوزع (صحيح وطبيعي على منحني غاوس) بين طلاب راسبين ووسط وجيدين ومتميزين.
خطّة الوزارة
وتؤكد زين الدين أن الوزارة تعمل بشكل كبيرعلى ترميم الشواغر فافتتحت معاهد إعداد المدرسين لرفد الميدان بكوادر مؤهلين تربوياً ولسد الشواغر عينت مدرسين عقود في مناطق الأزمة، وعملت الوزارة على تفعيل وشرح المناهج على المنصّات التعليمية، (الفضائية التربوية ومنصّة ومركز تطوير المناهج) خطط التدريب المستمر للأطر التدريسية وترميم المدارس ووضع خطط لتعويض الفاقد التعليمي.