الثورة – رفاه الدروبي:
“الانتماء في الأدب العربي.. الشعر أنموذجاً” ندوة نظَّمها فرع إدلب لاتحاد الكتَّاب العرب والمركز الثقافي العربي في أبي رمانة، تناولت الانتماء في الشعر العربي منذ العصور القديمة إلى يومنا الراهن، لتصل إلى الانتماء الوطني والإنساني، بمشاركة الدكتور جهاد بكفلوني والدكتورة آداب عبد الهادي، وأدارها
رئيس فرع إدلب لاتحاد الكتَّاب العرب محمد خالد الخضر، حيث ركَّز على أهمية الانتماء في الشعر والأدب لتنمية الشخصية الاجتماعية وحماية الهوية، مُعرِّفاً الانتماء ومسلِّطاً الضوء على الدور الثقافي للمشاركين وأسلوبهم الأدبي.
وأشار رئيس تحرير مجلة الآداب العالمية في اتحاد الكتَّاب العرب الدكتور الشاعر جهاد بكفلوني إلى أهميَّة الشعراء، وحضورهم التاريخي وتمسُّكهم بانتمائهم، وخاصة مَنْ يمتلكون مواهب حقيقية ترتكز على الصدق والمعرفة والقدرة على اكتشاف العالم، مستشهداً بالشعراء القدامى مثل: “عمر بن أبي ربيعة، نزار قباني، بدوي الجبل، وغيرهم”.
كما لفت الشاعر بكفلوني إلى أنَّ حالات الانتماء كانت مختلفة عبر تحولات العصور، نظراً لأثر البيئة الاجتماعية المحيطة وظروف الشعراء من النواحي الاجتماعية والصحية، كما ورد في شعر “المعري، أبو تمام، أبو فراس الحمداني، الشريف الرضي”، مُبيِّناً أنَّ الانتماء في العصر الحديث غلب عليه النزعة الوطنية نتيجة ظروف ومتغيرات أثَّرت على عواطف الشعراء واندفاعهم للكتابة، في شعر إبراهيم طوقان وأبو القاسم الشابي.
بدورها أوضحت الناقدة الدكتورة آداب عبد الهادي أنَّ قضية الانتماء في الشعر ظاهرة تخضع للتطور، إذ حملت في كلِّ عصر سمات مختلفة عن غيره، مستشهدة بالشاعر الشنفرى في العصر الجاهلي، وأكَّد انتماءه إلى مكونات الصحراء ورفض قبيلته وقومه.
ثم بيَّنت عبد الهادي أنَّ الانتماء اختلف مع حركة الزمن، فهناك من الشعراء من ركَّز على الانتماء لوطنه، منوِّهةً بما نظمه الشاعر محمد خالد الخضر عبر مجموعاته الشعرية كونه طرح من خلالها قضية الانتماء إلى الوطن وربطه بالأرض والشهداء، وخاصةً قصيدته في رثاء الإعلامي الشهيد علي عباس، والشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد، لافتة إلى ما كتبه الإعلامي سامر الشغري في مقدمة ديوان “حتى الانتصار” للشاعر الخضر، مشيراً إلى حالات الانتماء في قصائده ونصوصه.