الثورة – يمن سليمان عباس:
عندما كنا أطفالاً كانت الجملة التي تقرع الآذان “ابنكم ذكي.. ولكنه غير منظم لا يمكنه التركيز طويلاً سرعان ما يصيبه الملل أو يتشتت انتباهه إلى أكثر من مكان”.
كنا نعتبر ذلك نوعاً من اللوم والتقريع، أو بصيغة ثانية أن المعلم يريد أن يقول للأهل ابنكم غير (فالح بالدراسة) لكنه هذب العبارة.
اليوم بعد مراحل العمر والخبرة نكتشف أنه فعلاً كان يقصد ما يقوله وهذا ما ذكره علم النفس التربوي في كتاب “ذكي ولكن مشتت” .. “أسلوب المهارات التنفيذية الثوري لمساعدة الأطفال على تحقيق إمكاناتهم”
يعتبر الأساس المركزي لكتاب “ذكي ولكن مشتت” أن العديد من الأطفال والمراهقين يمتلكون إمكانية النجاح، ولكنهم في كثير من الأحيان يواجهون صعوبات بسبب نقص في المهارات التنفيذية، حيث تعتبر هذه المهارات التنفيذية تلك القدرات التي تعتمد على وظائف الدماغ والتي تساعدنا على إدارة المهام وتنظيمها، وتنظيم الانفعالات وحل المشكلات.
يُشدد الكتاب من خلال مؤلفيه د. بيغ دوسون، ود. ريتشارد جواري، على أهمية هذه المهارات في الحياة اليومية ودورها في تحقيق النجاح الأكاديمي والشخصي.
إذ يقسم الكتاب المهارات التنفيذية إلى فئتين رئيسيتين: الأولى تتعلق ببدء وتنفيذ المهام، مثل التخطيط والتنظيم وإدارة الوقت، والثانية تتعلق بتنظيم الانفعالات، مثل التحكم في الدوافع وتنظيم الانفعالات الذاتية. ويُسلط الكتاب الضوء على الحقيقة أن بعض الأطفال، على الرغم من ذكائهم، يواجهون تحديات بسبب نقص هذه المهارات الحيوية.
ليس الهدف من “ذكي ولكن مشتت” فقط تشخيص المشكلة، بل يقدم الكتاب حلولاً عملية. يُعطى الآباء والمعلمين خريطة تفصيلية لمساعدة الأطفال على تعزيز مهاراتهم التنفيذية. يشمل ذلك إرشادات مفصلة حول كيفية تحديد نقاط ضعف الطفل واستراتيجيات مُخصصة لتقوية هذه المهارات.
في الختام، يعتبر كتاب “ذكي ولكن مشتت” دليلاً شاملاً للآباء والمعلمين الذين يهدفون إلى فتح أبواب الإمكانيات أمام الأطفال الذين يمتلكون قدرات فكرية ولكنهم يواجهون تحديات بسبب نقص المهارات التنفيذية، ويقدم الكتاب مزيجًا ثمينًا من المعرفة العلمية والتطبيق العملي.