موارد بالحصة !

تغيرت الدنيا بمناخها وسياستها و تعرّضنا للدمار والخراب  والحصار ولكن للأسف  ما زالت تحكمنا نفس القوانين والسياسات  والعقليات  في التعاطي مع الشأن العام حتى بات  كل تفكير خارج الصندوق يعتبر فساداً، نأخذ الالتزام  بالخطوات ومدى التقيد بها معياراً للنجاح ولو خسرت مؤسساتنا ،  و نُدين من تجرّأ على تجاوز تراتبية النصوص والخطوات   مهما كانت النتائج  إيجابية ولو أنقذت ما أنقذت أو وفّرت الكثير  .
الجهة الوحيدة التي تأقلمت مع التغيرات السلبية سواء الطبيعية أو  الحكومية  أو العقوبات الغربية ، هي العائلة السورية التي أظهرت مرونة فائقة  في التأقلم وتغيير أنماط السلوك والاستهلاك وإعادة التدوير والدراسة والطبابة وكل شيء ، فهل نستطيع أن نقتدي بها وأن تكون سلوكيات التأقلم التي اتبعتها العائلة السورية هي مصدر إلهام للسياسات التنموية في البلد ؟ ، وهل عجزنا عن تحرير الجهات العامة من قيود رقابية  تستحضر ما طاب لها من القرارات المتناقضة لنفس الأمر لتدين مَن تريد وتبرر حيث تريد أو يريد الآخرون ؟

إقرار السياسات والاستراتيجيات  والبيانات  دون توفير مقومات تنفيذها لن يضيف إلا مزيداً من التردي والتراجع المستمر  ، و  لا بد  من تجاوز القيود التي فرضناها على أنفسنا بمبررات لم تقنع إلا من صاغها أو استفاد  منها .
لا شك أن سياسة التكليف الضريبي مثلاً أدخلت كثيرأ من الأموال إلى خزينة الدولة ولكن أيضاً لا شك بأن هذه السياسة تسببت بإغلاق كثير من المنشآت والمطارح الضريبية فخسرنا إنتاجها في الأسواق  و خسرت الخزينة مواردها الدائمة .
قمة التناقض أن  ننهى عن أمر ونأتي بمثله  ، يعني نطلب  جاهزية السيارات وأحدث سيارات تم استيرادها  قبل عشر سنوات ،لماذا لا يتم التعامل بالمثل مع  الجهات المعنية بصيانة الطرقات التي تكسرت عليها هذه السيارات  وإلزامها بصيانة الطرق  التي  ندفع الضرائب والرسوم  لصيانتها ؟ كيف نبرر عجز هذه الجهات بقلة الموارد وننسى أن  المواطن  أكثر بؤساً و عجزاً من   الخزينة ؟.
ما هو المبرر لكل هذه الرسوم على تراخيص البناء ؟ هل يُعقل أن تكلف رخصة منزل مئة متر   راتب موظف لأكثر من ثلاث سنوات ؟ ماالذي تقدمه النقابات والاتحادات حتى نضيف كل هذه الرسوم على رخص البناء وهي تذهب لخزائن النقابات وليس لخزينة الدولة ؟
لم يعد هناك أحد يطلب الدعم ولكن الجميع يطلب إلغاء القيود التي جمّدت البلد وتتعامل مع المواطن كمصدر دخل للخزينة بقرارات وإجراءات زادت من البؤس وهجّرت الكثيرين .

معد عيسى

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب