الثورة – آنا عزيز الخضر:
طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية كانوا في مساحة يتداخل فيها الهم الواقعي والاحترافي معاً، عبر مسرحية “ليلة مرتجلة” التي عرضت في المعهد العالي للفنون المسرحية على المسرح الدائري، وهي من تأليف وإخراج يزن الداهوك. الذي يطرح فيها ما آل إليه حال بعض الفنانين، وطلبة فن التمثيل، وما يعانونه من جراء الصراع الذي يعيشونه هؤلاء بعد التخرج، والذهاب إلى الواقع الميداني، حيث تتنازع القناعة والقيم، التي درسوها في المعهد مع الواقع، والمتغيّرات الكثيرة في المفاهيم والقيم من جراء الظروف، فهم درسوا مفهوم القيمة الفنية بشكل أكاديمي وضمن معايير علمية خاصة جداً، ووجدوها شكلاً آخر في الواقع العملي، وتحولت إلى مفهوم ضبابيا، وقد حملت مسرحية “ليلة مرتجلة” خصوصية في أكثر من جانب، لأنها مأخوذة من واقع دقيق وحساس، يضع ذلك الإنسان في مواجهة جرئية مع ذاته وواقعه بنفس الوقت، فهي تطرح أسئلة راهنه ومعاصرة كهم الإنسان بشكل عام، وذاك الإنسان المبدع في ذلك المجال الخاص بشكل محدد.. بأشكالاته وصعوباته… لكن كل ماطرح كان في إطار الواقع .
برز في “ليلة مرتجلة” إمكانية الطلبة، ليقدموا بثقة واقتدار عرضهم، تحت إدارة مخرج متميز، ليبدعوا جميعا في إطار الشكل الفني للأسلوب الواقعي، فالمشكلة التي يعالجها العرض تحتاج إلى الواقعية، وهذا يتطلب الطرح الواضح دون اللجوء إلى أساليب أخرى… خصوصا أن الواقع يفرض نفسه على الفن الجاد ويفرض عوالمه حتى يثير التساؤلات والتفكير وقد أراد صناع العمل الخوض فيها.