الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
جميلٌ هذا التحفيز على القراءة، وخلق روح التحدّي بين الأطفال على مستوى الوطن العربي وخاصة الصغار منهم، وهم يرون أقرانهم يرفعون علم بلدهم في المحافل الدوليّة في مسابقة تحدّي القراءة والتي أقيمت مؤخراً في موسمها الثامن. لتحفيز الطفل على القراءة وامتلاك أدواتها ولغتها وقواعدها الصحيحة والاستعداد لمواجهة الأسئلة وسرعة البديهة والثقة بالنفس والإجابة بهدوء كل تلك الصفات قد يساعد في خلقها هذا الكتاب المقروء الذي لا يعرف قيمته الجميع، كتابٌ يساهم في رفع حالة الوعي والانتماء والحس بالمسؤولية والإبداع في كلّ المجاملات أيّاً كان نتيجة القراءات المتمحّصة والتي تخلق شخصيّة الطفل المتفرّدة التي تستوعب الآخر وقد تتميّز عنه بعقل منفتح.
ولعل هذه المسابقات تثري البيئة الثقافيّة في مدارسنا وتدعم الحوار الفعّال بين الكادر الإداري والأطفال، إضافة إلى أنها تخلق جيلاً من المبدعين وإن لم يتأهلوا إلى النهايات، ومن باب الذكر وليس الحصر لفتني الطالب يوسف ابراهيم رغم حالته الصحيّة إلا أنه يمتلك قوة البصيرة ويقرأ ويخاطب ويتحدّث بكلّ هذه الروح الحالمة و الشخصيّة الواثقة فكم به نفخر، ونهنأ الطفل بطل تحدي القراءة حاتم التركاوي. نحن فخورون بكما و بهذا الجيل الذي يعيش فوضى العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي لكنّه لا يتأثر به بل يعود إلى فطرته الإنسانية وأدواته فيقرأ ويكتب ويحفظ عن ظهر قلب وهو ما سينشأ جيلاً مبدعاً لا محالة يستطيع أن يوظف أدوات العالم الرقمي لخدمة إبداعاته الإنسانيّة الخلّاقة، بإشراف معلمين يقدّرون ألف باء القراءة ويكتبون مع صغارهم مستقبلاً مشرقاً ممهوراً بمحبّة وطنٍ يرنو بعيونهم الحالمة إلى مستقبلٍ أفضل.
العدد 1211 – 29 – 10 -2024